تعرفت على شاب من بلد مختلف ويريد خطبتي.. فما نصيحتكم؟

0 35

السؤال

السلام عليكم

مشكورين على الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.

عندي مشكلة، أن أحد الشباب يحبني وقد اعترف لي بذلك، وقال إنه سيفعل أي شيء كي يأتي إلى البلد الذي أقيم به؛ حتى يتزوجني؛ حيث إنني أقيم في بلد وهو يقيم في بلد آخر.

إنني –بصراحة– أحبه، ولكن المشكلة أنني أخاف أن أقع في شيء قد لا يكون في صالحي، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

فلا تترددي في القبول بصاحب الخلق والدين، شريطة أن يطلب يديك من والديك والأقربين، ويلتزم بآداب إسلامنا العظيم، فلا يخلو بك ولا يتوسع معك في الكلام، واعلموا أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.

ولا يخفى عليك أن الفتاة العاقلة إذا شعرت أن شابا يميل إليها دلته على مكان أهلها وتوقفت عن التعامل معه حتى يعلن تلك العلاقة ويشهد عليها إن وجدت الموافقة، وهذا الأمر يرفع قيمة الفتاة في نفس الشاب وعند أهلها ويعمق ثقتهم فيها.

وأرجو أن تعلمي أن الحب الحقيقي يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد قوة مع الأيام، أما المشاعر الشبابية الكاذبة والكلمات العذبة والمجاملات التي تحصل بين الغافلين والغافلات، فإنها خصم على سعادة الجميع وهي معصية للبصير السميع.

ولست أدري كيف يحصل الحب بهذه السرعة ودون أن تعرف الفتاة حال الفتى، وتقف على أحوال أسرته، وكيف يعلن لها عن حبه دون أن يعرف أحوال أهلها واستقرار أسرتها ومراقبتها لربها، ولا شك أن جمال الغطاء الخارجي لا يدل على جمال الحلوى بداخله، وإن الكلمات المعسولة لا تدل على حسن الخلق، فإن بعض الشباب يجيد الخديعة.

واطلبي من هذا الشاب أن يأتي بيتكم من الباب، وأن يقدم نفسه لأهلك الأحباب، ويأتي بأهله ليحصل التعارف والتجانس، فإن لم يوافق على ذلك فاعلمي أنه يريد أن يقضي الوقت، وليس من مصلحتك الارتباط بمن يخاف من تحمل المسئولية ويتمرد على العلاقة الشرعية.

واحفظي الله بطاعتك ليحفظك ويقدر لك الخير، وصلي صلاة الاستخارة وشاوري من حضرك من أهل الخيرة والدراية، وأشركي أسرتك في الحكاية، فإنهم أحرص الناس على مصلحتك، وهم أول من يوفر لك الأمن والحماية، وتوكلي على الله وتوجهي إليه، فإنه يجلب الخير ويمنح الهداية، ولا تعجلي فسوف يأتيك ما قدره لك ربك، فأشغلي نفسك بطاعته وأكثري من الذكر والتلاوة.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات