السؤال
أنا متزوجة منذ سنتين ولدي بنت، مشكلتي أن زوجي كتوم ولا يحب أن يتكلم عن نفسه، أو ما يدور حوله، سواء داخل البيت أو خارجه حتى لو أبسط الأمور، فقد يمر يومان أو أكثر لا أسمع منه كلمة واحدة إلى درجة، أنه لا يتفاهم معي لأنه لا يريد أن يكثر الكلام، يرد علي بكلمة واحدة ويسكت، أو يصرخ كي أسكت أنا، لا يعرف الحوار والتفاهم؟
وأريد طريقة لتشجيع زوجي بإقامة الصلاة بوقتها لأنه يؤخرها؟ وكذلك لا يصلي مع الجماعة؛ علما بأنه عصبي ولا أريده أن يكره حياته معي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صالونه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن إصلاح حال هذا الزوج يبدأ بدعوته للمواظبة على الصلاة في جماعة والاختلاط بالناس، كما نتمنى أن تكتشفي ميول وهوايات زوجك حتى تحاوريه حولها.
وننصحك بالثناء على ما عنده من إيجابيات، والفرح بما يحقق من تقدم في علاقاته أو نجاح في حياته، وبادريه بالسؤال، واختاري الأوقات التي يكون فيها سعيدا، وأكثري من التوجه إلى ربنا المجيد، فإن بيده هداية العبيد، واحرصي على طاعته، واعلمي أن المسلمة تجد أثر طاعتها لله في زوجها وولدها وحياتها.
ولست أدري هل يمارس السكوت أثناء خروجه من المنزل؟ وما هي الأشياء التي يحبها؟ وهل من طبيعته قلة الكلام؟ وهل هناك أسباب ظاهرة لهذا الصمت؟ فإن معرفة السبب تساعد في علاج الخلل والعطب، كما أن الإجابة على الأسئلة أعلاه تفتح لك آفاق الحلول النافعة.
ونتمنى أن تتفهمي نفسية زوجك وتقدري أحواله، وأرجو أن يكون أدائه كزوج طيب، وحبذا لو حاولت جمع ما عنده من إيجابيات، وقمت بعرضها عليه وإعلان سعادتك بها، ثم قولي له بلطف: ونحن نتمنى أن تكمل هذه الإيجابيات بمشاركتنا بالكلام، وبحرصك على السجود لمن لا يغفل ولا ينام، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أشاهدك فيه مع المصلين الكرام، الذين يواظبون على الصلاة خلف الإمام.
ولا شك أن صمت الرجل يزعج المرأة التي تحتاج إلى رجل يأخذ ويعطي ويستمع ويتفاعل مع مشاعر زوجته التي حبست نفسها عليه، والتي تنتظر قدوم الزوج بفارق الصبر لتبث له آمالها وآلامها.
وحتى يحصل التغيير بعون ربنا القدير، أرجو أن تشغلي نفسك بالطاعات، وبصحبة الصالحات، وبالمواظبة على مراكز العلم وشهود الخيرات.
ونتمنى أن يعرف هذا الرجل أن المرأة تكتشف مكانتها بمحادثة زوجها، وقد بوب البخاري رحمة الله عليه (باب السمر مع الأهل)، وربما جمع النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وسمر معهن ثم ينصرفن، وبيت عند صاحبة النوبة، وقد جلس عليه الصلاة والسلام رغم أعباء الرسالة وثقل المهمة يستمع لعائشة رضي الله عنها وهي تتحدث عن إحدى عشرة امرأة تعاقدن وتعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، وهو الحديث الشهير بحديث أم زرع، ثم تفاعل معها فقال لها في ختام الحديث: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع، غير أني لا أطلقك).
وفي الختام: نوصيك بتقوى الله والصبر، وأشغلي نفسك بالقرآن والذكر، ونسأل الله أن يوفقك للخير.