فائدة تمارين اليوجا وأهم تمارين الاسترخاء

0 347

السؤال

السلام عليكم.

أنا مدمن للقهوة، وأتناول يوميا ما لا يقل عن 3 أكواب، المهم أن أول واحد هو ذو المفعول الأقوى، أما البقية فأحس بأنها تعكس المفعول، لدرجة أني أحس بالخمول وأميل إلى النوم، وبعض الأحيان أنام فعلا وأترك مهامي، فيضطرني ذلك خصوصا في أوقات الاختبارات إلى شرب قهوة ذات تركيز أقوى، مما يجعلني مضطربا ومتوترا بعض الأحيان.

هل تمارين اليوقا مفيدة؟ وإذا كانت هناك تمارين للاسترخاء فأتمنى معرفتها، وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو البدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: لا شك أن الإسراف في كل شيء مذموم، والإسراف في شرب القهوة لا يكون مفيدا، وربما يؤدي إلى نتائج عكسية كما ذكرت في رسالتك، والمفهوم العام هو أن القهوة تؤدي إلى الشعور بالنشاط وارتفاع درجة اليقظة؛ وذلك نسبة لما تحتويه من مادة الكافيين، ولكن يحدث لبعض الناس أن لا تؤدي القهوة إلى المفعول المرغوب فيه، وهو زيادة النشاط، وربما تؤدي إلى الخمول لدى البعض، وكذلك التوتر وتسارع في ضربات القلب، وعدم انتظام في ضربات القلب في بعض الأحيان لدى البعض.

إذن أيها الأخ الكريم لا داعي من الإكثار من شرب القهوة، والشيء الأفضل هو أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تنام في مواعيد معينة، وأن تأخذ قسط الراحة المطلوب، وأن تعين وقتا معينا للمذاكرة والقراءة، هذا هو الأفضل، والإنسان إذا رتب نفسه على هذا السياق، وكانت هناك نوع من الجدولة أو التنظيم فسوف يعتاد جسمه وعقله على هذا النمط، مما يجعل الأمور سهلة جدا.

بالنسبة لتمارين اليوجا، لا مانع من ممارستها أو الأخذ بجوانب الاسترخاء فيها، وهي بالطبع تفيد في القلق والتوتر، وتقلل من هذه الطاقات النفسية الغير مرغوب فيها.

أما بالنسبة لتمارين الاسترخاء، فهي كثيرة، أهمها الطريقة التي تعرف بطريقة جاكبسون، والاسترخاء حقيقة يتطلب القيام بتمارين جسدية معينة، ولكنه في ذات الوقت يعتمد على التأمل النفسي وأن يهيأ الإنسان نفسه ومزاجه لأن يكون مسترخيا.

توجد عدة كتيبات وأشرطة في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين، ويمكنني الآن أن أوضح بعض الجوانب في هذه التمارين:

على الإنسان أولا أن يخصص وقتا معينا لهذه التمارين لا يقل عن نصف ساعة في كل جلسة، ويفضل أن يمارسها الإنسان مرتين في اليوم، ويجب أن تكون في مكان هادئ، ويستلقي الإنسان على سرير أو كرسي مريح، ثم بعد ذلك يغمض الإنسان عينيه بتأمل ويفتح فمه قليلا، ويمكن أن يضع اليدين على الصدر أو يتركها على الجوانب، ثم بعد ذلك يأخذ الإنسان نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف ويملأ صدره هواء ثم يمسك هذا الهواء قليلا، وبعد ذلك يخرج الهواء بنفس القوة والبطء الذي أدخل به الهواء.

إذن هو شهيق يتبعه زفير، ويمكن بعملية التنفس أيضا أن يتخللها شهيق عن طريق الأنف كما ذكرت ويملأ الصدر هواء أو يملأ البطن أيضا أو منفردة، وهذا أيضا نوع من التمارين الجيدة، ثم تكون عملية الزفير -أي إخراج الهواء عن طريق الفم-.

يكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، ثم بعد ذلك ينتقل الإنسان لاسترخاء العضلات، وتؤخذ العضلات مجموعة مجموعة، وهذا يتطلب التأمل، فيبدأ الإنسان بعضلات القدمين، يتأمل بهدوء أنه الآن يسترخي في قدميه، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الساقين، ثم عضلات الحوض، ثم البطن، ثم عضلات الصدر، ثم عضلات الرقبة، هذا كما ذكرت يتطلب انتقال نفسي حقيقي، وعلى الإنسان أن يتأمل في شيء طيب.

في الغرب يقولون للناس: استمعوا لشيء من الموسيقى الخفيفة، ونحن نقول: إن الإنسان يمكنه أن يفتح شريط تلاوة بصوت منخفض ويستمع له، أو يمكن أن لا تكون هنالك أي مادة للاستماع.

بعد الانتهاء من هذه التمارين تأتي تمارين قبضة اليدين، وطريقتها أن يقبض الإنسان على أصابعه ببطء حتى يكون هذا القبض كاملا وبشدة، ويضغط على يده، ثم بعد ذلك يبدأ في استرخاء الأصابع حتى تنطلق كاملا، وتتمدد كما كانت...يكرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات.

ثم هنالك تمارين أخرى يضغط فيها الإنسان ببطء وشدة على أسنانه، أي يجعل الفك الأعلى يلتقي بالفك الأسفل، ويضغط على أسنانه بشدة، ثم بعد ذلك تأتي عملية الإطلاق أو الفك أو الاسترخاء ببطء....وهكذا.

هذه بعض التمارين الاسترخائية البسيطة، وتمارين الاسترخاء ذات قيمة علمية ممتازة، ولكنها تتطلب الصبر والالتزام، والأشخاص الذين يقومون بتطبيقها بصورة صحيحة قد يدخلون في النوم بعد هذه التمارين مباشرة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات