السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية بارك الله لكم في هذه الخدمة الطيبة.
أنا لدي شعور قديم بالخوف وكان بدايته هو الشعور بالخوف من النوم بمفردي خارج المنزل، استمر معي هذا الخوف إلى سن السادسة عشرة من عمري، ولكن أصبح الأمر يتطور معي، رغم تقدم سني، وهو أنني أصبحت أشعر بالخوف من النوم خارج المنزل، حتى وإن كان معي رفيق من أهلي، ثم أصبحت أخاف من الذهاب إلى الأماكن البعيدة كالسفر، سواء كان داخل البلاد أو خارجها، حتى أتيحت لي فرصة السفر أكثر من مرة فلم أستطع لشعوري باضطراب في دقات القلب، وشعور بآلام في جوانبي، وعدم الرغبة في الأكل، وهناك بعض الأمور التي أخافها قد يكون لي القدرة على الرفض حتى أرتاح، ولكن هناك أمور أكون مجبرا عليها كالنوم في المعسكر فترة الاحتياط من كل سنة، فعندما يقترب الموعد أكون في حالة من الخوف الشديد، وعندما أذهب إلى المعسكر أجد الرفاق وأطمئن نفسي بأنها ليلة واحدة وسوف يأتي الصباح، وأضع في رأسي فكرة أنني ربما أتضايق فأطلب من رئيسي إذنا بعد أن أشرح له ظروفي فأبقى على هذه الأفكار حتى يأتي الصباح.
ولكن الآن أنا وصلت إلى سن لابد فيه من الزواج، وقد طرح هذا الموضوع في المنزل وهم عازمون على ذلك، فشعرت بالخوف من التغيير في نمط حياتي، وربما أستقل عن والدتي وأعيش في شقة منفردا على الرغم أن الشقة في نفس العمارة التي تسكنها أسرتي ومع هذا الخوف أعلم علم يقين بعقلي بأنه ليس هناك شيء يدعو إلى الخوف أبدا، ولكن الذي يرهقني هو الشعور بالاضطراب والقلق في نفسي.
أرجو منكم إبداء النصح لي؟ وكيف أجتاز هذه المحنة، وأنا قريبا سوف أجد نفسي مضطرا للزواج لظروف العائلة، فلا أريد أن أرتكب تصرفا أثناء ارتباطي ببنت الحلال.
وبارك الله لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت لديك مخاوف عامة، أهمها الخوف الاجتماعي والخوف من أن تكون لوحدك، وهذا النوع من الخوف أيضا يؤدي إلى التردد من السفر أو عدم الإقدام عليه.
المخاوف بصفة عامة هي سلوك فردي نفسي مكتسب، وعليه يمكن للإنسان أن يفتقد ما اكتسبه بالقيام بضده، بمعنى أن كل فكرة سلبية تأتيك ويكون من طابعها المخاوف، عليك أن تفكر فكرة مضادة لها، وأنت الحمد لله على قناعة بسخافة الفكرة، فقط عليك التطبيق، والتطبيق بحزم، وأن تقوم بمزيد من الخروج من المنزل، ويمكن لذلك أن يكون لمسافات قصيرة، ثم بعد ذلك تذهب لمسافات بعيدة، وصدقني -إن شاء الله- سيكون الزواج شيئا مفرحا بالنسبة لك، وسوف تجد إن شاء الله فيه الاستقرار والطمأنينة أكثر.
لا أعتقد أنك ستواجه مشكلة أبدا في هذا السياق، وحتى نكون أكثر اطمئنانا سأصف لك دواء -إن شاء الله- سيكون مفيدا جدا لك، هذا الدواء يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل نصف حبة – 10 مليجرامات – يوميا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا بعد الأكل واستمر عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى نصف حبة في الصباح وحبة ليلا، واستمر عليها لمدة شهرين أيضا، ثم بعد انقضاء الشهرين ابدأ في تخفيض الدواء بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنه.
هذا الدواء يعرف عنه أنه من أكبر مضادات المخاوف ومن أفضلها، وبالتأكيد بالتصميم والإصرار والعزيمة والإقدام واقتحام هذا الفكر السلبي مع الدواء، سوف تجد –إن شاء الله- أن الخوف قد انتهى، وسوف تؤمن وتقتنع بأنه كان أمرا بسيطا لا يتطلب كل الذي كنت تشعر به.
نسأل الله أن يتم لك الزواج وعليك الإقدام عليه، وأنا على قناعة أنك بعد أن تبدأ في تناول الدواء سوف تحس إن شاء الله بتحسن كبير بعد شهر من بدايته، مع ضرورة تطبيق التفكير الإيجابي الذي ذكرته لك سابقا.
وبالله التوفيق.