السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله أحبتنا في الله، لن أطيل عليكم وسأعرض سؤالي مباشرة:
لدي أخت في الله تعاني من مشكلة ضعف الإرادة، وعدم القابلية للقيام بالأعمال رغم قناعتها التامة بها وبأهميتها، ورغبتها الشديدة في العمل، لكن كأنها مقيدة، فهي تشعر بحاجز رهيب بينها وبين القرآن بعد أن سارت مشوارا معه في الحفظ والتجويد، والآن لا تقدر على فتحه حتى للقراءة.
كانت قمة في التأثير والحيوية والنشاط، كل ذلك اختفى وتلاشى، وهي محبطة، وتتهم نفسها دائما بالعجز والتقصير، وأنها لا تنفع لشيء.
تضع أمامها مرتبة سامية عالية وتتمنى الوصول لها دون عناء أو تعب، أو نستطيع القول دفعة واحدة وبدون تدريج، أصابتها نتيجة كل ذلك حالة مرضية من ضيق النفس وضعف عام، ودوار وإعياء شديد، تعالجت منه كثيرا دون فائدة.
عمرها 17 سنة، تتألم من حالها وتتلمس عندكم الحل والعلاج.
أتمنى أن تساعدوني كيف آخذ بيدها وأدلها على العلاج الشافي والحل السليم لمشكلتها، خاصة أنها تسمع كلامي وتثق به؟
حياكم الله إخوتي الأكارم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاك الله خيرا على اهتمامك بحالة هذه الأخت.
مما ورد في رسالتك أعتقد أن هذه الأخت مصابة باكتئاب نفسي بالرغم من صغر سنها؛ حيث إن الأعراض شديدة ومطبقة، ولا أعتقد أنه مجرد تكاسل.
لا بد أن ينظر في ظروفها الاجتماعية، وإن كان هنالك أي مسبب لمثل هذا الشعور بالتكاسل والإحباط، وإذا وجد أي أسباب أو ظروف يجب أن تعالج في حدود ما هو ممكن.
هذه الأخت أيضا ربما تكون محتاجة لبعض الفحوصات بالرغم من أنها تعالجت كما ذكرت، ولكن لابد من التأكد من وظائف الغدة الدرقية؛ حيث أن عجز الغدة الدرقية في بعض الحالات يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، ولكن كما ذكرت في صدر رسالتي فأنا أكثر ميولا أن هذه الأخت مصابة باكتئاب نفسي، والحمد لله ما دامت هي تستمع لك فعليك القيام بمساندتها بصورة أكبر، وأن تجعليها أكثر استبصارا بحالتها، وهي أنها تعاني من حالة اكتئابية، والحالة الاكتئابية يخرج منها الإنسان بالتفكير الإيجابي، فعليها أن تستبدل كل أفكارها السليبة بأفكار إيجابية، فحين ترى أنها عاجزة قولي لها: لا...أنت لست عاجزة، فكري إيجابيا، أنت لك القوة والمقدرة أن تقومي بفعل الأشياء.
ثانيا: لا بد أن تساعديها بوضع برامج يومية، ويمكن أن تكتب هذه البرامج وتكون في حدود المعقول وليس فوق طاقاتها، ومساعدتها في الالتزام بتطبيقها.
ثالثا: أرجو أن تمارس هذه الأخت بعض التمارين الرياضية البسيطة في حدود ما هو متاح؛ حيث أن الرياضة تؤدي إلى إنعاش الطاقات عند الإنسان.
رابعا: أود أن أصف لها أحد الأدوية الممتازة والفعالة لعلاج الإحباط والاكتئاب، هذا الدواء يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم من فئة 20 مليجراما، تستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين لمدة شهرين، ثم تخفضها مرة أخرى إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وبعد انقضاء الثلاثة أشهر تخفض الجرعة كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.
أرى أنها باتباعها الإرشادات السابقة، وبتناول هذا الدواء، وبالتأكيد بالمساندة والدعم والتحفيز من جانبك سوف تتحسن حالتها بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.