الابتلاء بالنظر إلى الصور الجنسية والمواقع الإباحية

0 308

السؤال

أنا مبتلى بالنظر للمواقع الخليعة والصور الجنسية، وكلما رجعت عن رؤيتها عدت مرة أخرى، وهذا يجعلني أجد صعوبة في حفظ القرآن.

ما هو العلاج الشافي الذي لا يجعلني أشاهدها مدى حياتي؟ وما هي الوسائل والطرق المانعة والرادعة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

بخصوص ما ورد في رسالتك: فإنه لمن المؤسف حقا أن يضحك الشيطان على إنسان فاضل مثلك، ومن المؤلم صدقا أن ابنا من أبناء هذه الأمة المباركة يضيع زهرة شبابه وأهم لحظات عمره في أحضان الشيطان، رغم حاجته وحاجة الأمة الماسة والشديدة إلى عمله وجهده وقوته وطاعته للنهوض بها من كبوتها وتخلفها وخذلانها.

لا أخفي عليك كم أنا حزين عليك، وكم أنا متأسف لعدم قدرتك على مقاومة الشيطان لعنه الله، وكم أن منزعج من عدم اهتمامك بتحذيرات القرآن الكريم والسنة النبوية لك ولأمثالك من كيد الشيطان وعداوته الأزلية والدائمة لكل مسلم، أنسيت أو لم تقرأ أخي عبد الله! قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين) [يس:60] ألم تقرأ قوله جل جلاله: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) [الأعراف:17] ألم تقرأ قوله جل وعلا: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) [البقرة:268]، وقوله: (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) [النمل:24].

ألم تفكر يوما -أخي عبد الله- في هذه النصوص وتتأملها؛ لتدرك مدى كراهية الشيطان وكيده لك، وحرصه على إفسادك وإفساد أمثالك من الشباب المسلم؟

أخي عبد الله! إن عدم حفظك للقراءة نتيجة طبيعية جدا لهذه المعاصي والذنوب، ولعلك سمعت أو قرأت يوما ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي

ما تشكو منه -أخي عبد الله- في مجال حفظ القرآن أو غيره ما هو إلا ثمرة طبيعية جدا لشؤم المعصية وآثارها في الدنيا، فما بالك بآثارها في الآخرة؟

لعلاج هذا الضعف لابد أن تدرك أولا خطر ما تفعله وتشاهده.

ثانيا: أن تعلم الآثار المترتبة على مثل هذه المعصية، وأنصحك للرجوع في ذلك لكتب الإمام ابن القيم رحمه الله؛ ليحدثك عن شؤم المعاصي وآثارها عموما في الدنيا والآخرة.

ثالثا: أن تعجل بالتوبة فورا وبدون تردد ومن الآن، ولا تقل: غدا أتوب أو أقلع.

رابعا: أن تعلم أن الأمر كله وغيره يتوقف على إرادتك الشخصية وعلى قرارك الذاتي، فإن كنت جادا وصادقا فاتخذ القرار الشجاع والجريء بعدم العودة.

خامسا: حاول تغيير نمط حياتك بما يتناسب مع عزيمتك ورغبتك في التخلص، مثل: تغيير الأصدقاء إذا كان لهم دور في عودتك إلى المعصية، وكذلك تغيير مكان وزمان دخولك على الإنترنت، فاجعل الجهاز مثلا في مكان عام بالمنزل، أو ادخل إليه في أوقات حضور الأهل والجميع حولك ومعك، وحدد الساعات التي ترغب في قضاءها أمام الجهاز، ولتكن حسب حاجتك الضرورية فقط.

سادسا: لا يضحك عليك الشيطان ويقول لك بأن الجهاز فيه خير كثير، وأنك به ستتمكن من الدعوة والتعرف على مزيد من الأصدقاء، فهذا كله لا يساوي أقل أثر من آثار المعاصي وشؤمها على دينك ودنياك.

سابعا: أنت الوحيد القادر على تغيير واقعك، ولقد أعطاك الله القدرة على ذلك، فحاول اتخاذ القرار الشجاع وبدون تردد، واعلم أن الله مؤيدك وناصرك ومسددك على قدر إخلاصك وتوبتك.

ثامنا: لا تنسى أهم سلاح وأقواه وهو الدعاء، واعلم أنه من أهم وسائل تغيير المقادير ومن أمضى الأسلحة في القضاء على كيد الشيطان وهمزاته.

تاسعا: حاول استغلال الوقت الذي كنت تضيعه في الإنترنت في قراءة بعض الكتب النافعة، خاصة كتب السير والتراجم، وبالأخص كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي، أو حلية الأولياء أو حياة الصحابة؛ لتتعرف على طاقات وجهاد وقوة وإخلاص أجدادك الذين فتحوا الدنيا وغيروا وجه التاريخ، واعلم أن التشبه بالرجال فلاح.

عاشرا: الوقت الذي تضيعه في الإنترنت هو جزء من عمرك الغالي، فاتق الله فيه.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق وقوة الإرادة، واتخاذ القرار الشجاع والمناسب. والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات