السؤال
في بداية زواجي منذ 6 سنوات كنت أعاني من أحلام مزعجة، وقالوا أن لدي سحرا وكنت أقوم بأفعال غريبة رغما عني، واستمريت على الرقية بالقرآن وتحسنت حالتي تماما، ثم تعبت مرة أخرى بعد 6 أشهر.
واستمرت الحالة في التدهور حتى أني أشعر أن هناك شيئا يسيطر علي فآخذ حبوبا كثيرة لأنتحر، ثم بعد فترة أفيق وأخبر من حولي فيقومون بإنقاذي، وأخرج أحيانا بلا حجاب! ومرة تركت طفلي الرضيع بالشارع، وكثيرا ما أسب زوجي وأطفالي بشتائم فظيعة رغما عني، وعندما أعود لطبيعتي أبكي على ما فعلت.
الآن أعالج نفسيا ببوسبار وفافرين Fluvoxamine maleat، وكنت آخذ ريسبردال فأصابني بدوخة شديدة فتركته بأمر الطبيب، وآخذ حاليا حبتين بوسبار والجرعة الحالية لفافرين 5 حبات يوميا 50 ملجم، وهي في زيادة.
تحسنت كثيرا وقلت الوساوس، وقل البكاء والأفعال غير الإرادية ولكنها عادت ثانية منذ أسبوعين، والطبيب يقول أنه قلق، علما بأني منتظمة في الدواء منذ 3 أشهر، مع العلم أني اجتماعية جدا ومرحة، ولكني أشعر بالحزن في داخلي رغم التزامي الديني وحسن المعاملة من زوجي وأهلي، فما سبب ذلك؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الحالة -بالوصف الذي ورد- ربما تشير بالفعل أنك تعانين من انفعالات نفسية زائدة، وربما يكون هنالك اكتئاب نفسي وكذلك قلق نفسي، وهذا الإقدام على محاولات الانتحار ربما يدل أيضا على وجود اضطراب في الشخصية.
أما موضوع الخروج من البيت وترك الطفل، ومثل هذه التصرفات غير الطبيعية في السابق، والتي الحمد لله انتهت الآن، ربما تكون أيضا تدل أنك أصبتي بحالة ذهانية خفيفة، ولذا أعطاك الطبيب رزبرديدال؛ لأن الرزبرديدال يستعمل لهذه الحالة.
الذي أراه في حالتك هو الاستمرار على العلاج الدوائي، والفلوفكسمين - واسمه التجاري أيضا فافرين - يعتبر من الأدوية الجيدة جدا، ويمكن أن ترفع الجرعة إلى 300 مليجرام في اليوم، ولكن لا تزاد على ذلك، يتم تناوله 100 مليجرام في الصباح و200 مليجرام ليلا، وأعتقد أن هذه الجرعة إن شاء الله سوف تؤدي إلى التحسن، وتستمري أيضا على البوسبار في نفس الوقت.
إذا لم يحدث تحسن أو استمرت معك الحالة كما هي عليه الآن، ففي هذه الحالة يجب أن يستبدل الفافرين بدواء آخر مثل زولفت، ولكن يفضل أخذ استشارة طبيبك في هذا السياق، وأنا متفائل بأن رفع جرعة الفافرين سوف تفيدك إن شاء الله تعالى.
الحمد لله أنت مستقرة من الناحية الاجتماعية، وكما ذكرت أنك مرحة وملتزمة بدينك ولديك أسرة، وهذا من فضل الله، فأرجو أن تتذكري هذه النعم وهذه الإيجابيات دائما، لأنها إن شاء الله سوف تقلل من مشاعر الحزن وأي مشاعر سلبية.
وبالله التوفيق.