السؤال
السلام عليكم
يعاني أخي من بعض تصرفات زوجته النفسية، حيث يغمى عليها وتأخذ بالضرب على وجهها، وكذلك ترمي بنفسها على الأرض، ولا تصحو لعمل الفطور وإنما تصحو متأخرة، وقد مرت بظروف سيئة حيث، قتل أخوها الأكبر منذ سنتين ومات أبوها قبل عام، وكذلك طلاق والدتها التي كانت تتشاجر يوميا مع أبيها.
نحن لا نحب الطلاق، وقد مر على زواجهما 4 سنوات، فما الحل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mamoun حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر هذه الأخت، وهذه الانفعالات الزائدة والإغماء تدل على أن هذه الأخت تعاني من علة في شخصيتها، حيث تحمل شخصيتها في الغالب السمات الهستيرية، أي عدم القدرة على مواجهة المواقف الاجتماعية وإن كانت بسيطة، وفي نفس الوقت تحاول أن تشد الانتباه إليها، وأن تجد وسيلة للهروب من الالتزامات الاجتماعية.
أرجو يا أخي أن نفهم جميعا أن هذه التصرفات لا تدل على أنها تتصنع، حيث إن مثل هذا السلوك لا يكون على مستوى الوعي بصفة كاملة، إنما فيه الكثير الذي يأتي مما يعرف باللاشعور لدى الإنسان.
هذه الأخت تتطلب أن تكون مع أخصائية نفسية حتى تفرغ عما بداخلها وتعبر عن ذاتها؛ حيث إن الكتمان والاحتقانات تؤدي إلى مثل هذه التصرفات الهستيرية، وفي ذات الوقت هنالك وسيلة علاجية هامة، وهي العلاج عن طريق التجاهل، أي حين تقوم بهذه التصرفات يجب أن يتم تجاهلها وألا تكون محط الاهتمام من قبل الآخرين، ربما يصعب هذا في بعض الأحيان، ولكن العلاج عن طريق التجاهل للتصرفات والسلوك السلبي هو واحد من طرق تغيير السلوك الناجعة والمفيدة جدا، وفي ذات الوقت يجب أن تشجع وتحفز حين تقوم بتصرفات إيجابية.
نحن نقدر ظروفها تماما، حيث إنها قد تعرضت لأحداث حياتية كثيرة فيها الكثير من الصعوبة، إذن: لا بد من مساندتها، لا بد من الصبر عليها، وأنتم جزاكم الله خيرا لا تودون الطلاق، هي في لحظة ضعف وتحتاج إلى المساعدة، أرجو أن تشرح ذلك لزوجها، فهذا أمر سوف يساعده كثيرا في تفهم حالتها ومساندتها.
هذه الأخت سوف تستفيد كثيرا بإذن الله تعالى من الأدوية، هنالك دواء يعرف باسم لاسترال أو زولفت يساعد في مثل هذه الحالات، في هذا التوتر والتصرف الهستيري وما يصاحبه من اكتئاب ثانوي، ربما لا تكون قد عبرت عنه، ولكن هو بالطبع موجودن تتناول حبة واحدة في اليوم، وقوة الجرعة هي 50 مليجراما، تتناولها بعد الأكل ليلا لمدة أربعة أشهر، لا بد أن يكون هنالك التزام ومواصلة للعلاج، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن العلاج.
الإرشاد النفسي والتوجيه مفيد جدا لهذه الأخت، وإشعارها بأهميتها، وإشعارها بأنها مرغوب فيها، وأنها يمكن أن تكون زوجة صالحة وأما مربية، وأن دورها الاجتماعي محفوظ، وأنها لا تعامل كمرفوضة أو معاقة.
وبالله التوفيق.