كرهت كلمة الحب لكني لم أستطع إيقاف محادثات الشباب!!

0 27

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما، بدأت علاقتي بشاب وأنا في سن الـ 19 عاما، واستمرت 5 سنوات مع نفس الشخص بدون أن يحدث بيننا أي تلامس ولا مقابلة، سوى حديثي معه عن طريق الهاتف، وقد خيب ظني هذا الإنسان عدة مرات؛ مما دفعني للتعرف إلى غيره.

فأحببت شابا آخر بشدة! وشعرت به قريبا مني بدون أن يحدث أي شيء بيننا سوى مكالمات هاتفية، ولكنه تزوج وأراد أن يستمر معي بعلاقة صداقة أيضا، ولكني كنت شديدة التعلق به، وشعرت حقا بالانهيار؛ لأنه اختار غيري ولأسباب غير واضحة؛ مما دفعني إلى التعرف إلى ثالث ورابع وجميعهم علاقتي بهم هاتفية، لا أحبهم ولكن أريد نسيان الثاني الذي ظل وسيظل دائما حب حياتي!

لقد كرهت كلمة الحب وأبغضها بشدة؛ لأنني لم أعد أؤمن بها، ولكن لا أستطيع إيقاف نفسي من التحدث إلى الشباب، ورغم أنهم أحيانا يكونون راغبين في أمور لا أستطيع إعطاءهم إياها، إلا أني أشعر بالفضول لتجربتها وأشعر أن حياتي باتت رخيصة ولم تعد تهمني، ولا أبالي بما يحدث ولم يعد لي رغبة في هذه الدنيا التي أشعر أنها تافهة!

أحيانا كثيرة أفكر بالموت والانتحار، ولكن يمنعني من ذلك أنني مسلمة! إنني أصلي وأرتكب الذنوب! إنني أناقض نفسي كثيرا؛ فلست من الصالحين وأشعر بأني لم يعد لي مكان للمغفرة، وأن ربي يعذبني في الدنيا بسبب أعمالي القذرة!

أنا أعترف أنني قذرة! وغير مسؤولة وغير مبالية، وكل الصفات غير الجيدة تتواجد في شخصيتي! ولكني أشعر بالعجز عن إصلاح نفسي، أو أشعر بأني مهما فعلت فسأظل عاجزة عن تحقيق ربع ما أتمنى؛ لذلك لا أتمنى شيئا ولا أعيش لأجل شيء، فقط عشت لأن الله أراد لي العيش، فلا لون ولا طعم للحياة في نظري!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هنادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الاستمرار في محادثة الشباب أمر يغضب ربا شديد العقاب، ويضع مستقبل الفتاة وسمعتها في التراب، فسارعي بالرجوع إلى ربنا التواب، وابتعدي عن الذئاب، ولا تقبلي إلا بمن جاء البيوت من الأبواب، وهل دعوى الحب إلا نفاق وكذاب، وكل عابث بالأعراض شرير كذاب، فاتقي الله وعودي إلى الصواب.

ونحن ننصحك بالتوبة عن هذه المعصية، ولن تكوني سيئة إذا تبت وصدقت في توبتك، فإن التائب من الذئب كمن لا ذنب له، ولكننا نحذرك من السير في هذا الطريق، فإن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وهو سبحانه يستر على العصاة، فإذا لبس المذنب للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتك الله ستره، وفضحه بين الناس، والفتاة كالثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس، فحافظي على حيائك ودينك، واحذري من فقدان ثقة أهلك فيك.

وما ينبغي لمسلمة تصلي وتصوم وتترك طعامها وشرابها لله أن تقول: لا أستطيع أن أتوقف عن محادثة الشباب، والمسلمات بالملايين لا يعرفن السير في هذا الطريق الذي لا يجلب سوى المعاناة والحسرات، فتذكري يوم الوقوف بين يدي الله وتفكري في القبر وظلمته، واجتهدي في استبدال الشباب الغافلين بصديقات صالحات مؤمنات ناصحات وصادقات، وسارعي إلى مراكز العلم والقرآن واستغفري ربك الرحيم الرحمن.

ولا شك أن لكل معصية شؤمها وآثارها الخطيرة، لكن محادثة الشباب تجلب الاكتئاب والشقاء؛ لأن السفهاء يجيدون فن العبث بعواطف البنات، والمرأة تتأثر بالكلام وتضعف أمام الكلمات اللطيفة (والغواني يغرهن الثناء) وليت كل فتاة تسير في هذا الطريق تعلم أن هؤلاء الشباب يريدون قضاء الوقت فقط، ومن المستحيل أن يرتبط أحدهم بصديقة الهاتف، وإن حصل ذلك فإن حياتها سوف تتحول إلى جحيم لا يطاق؛ لأنه لا يثق في التي عصت ربها وخانت أهلها، وهي كذلك لا تأمن من كان يحادثها في ظلمة الليل دون أن تكون بينهما رابطة شرعية.

ونحن نتمنى أن ترجحي ما يمليه عليه عقلك، ونحذرك من السير مع العواطف المحرمة، وأرجو أن تعلمي أن الحب الحقيقي هو ما كان بعد الرباط الشرعي، وهو وحده الذي يصمد أمام تقلبات الحياة ويزيد بالطاعة لله ويبقى برعاية الحقوق ومراعاة النفسيات.

فلا تنتظري أحدا من هؤلاء، لأنك لا تعلمين كم ستكون المدة، وربما كان أهلهم قد اختاروا لهم سواك، ولا أظنهم يوافقون على الارتباط بك، ولا نفضل الارتباط بمن كانت لك معه علاقات سابقة، فلا تضحي في سبيل من لا يستحق، ولا تضحي إلا مع زوجك الشرعي الحلال، وقد تعجبت من تعلقك به رغم إهماله لك، فعودي إلى صوابك، واعلمي أن الرجال يهربون من الفتاة التي تجري خلفهم، ويركضون خلف العزيزة المتحجبة المتسترة، وقد كرم الله المرأة المسلمة وأراد لها أن تكون مطلوبة عزيزة لا يصل الرجل إليها إلا بعد ثناء عطر وصداق يدل على الصدق، ولكن بعض الفتيات تنزل من عرشها وتمزق سمعتها وتمتهن نفسها.

فاتقي الله في نفسك وفي أهلك، وتوقفي عن السير في طريق القلق والاضطراب والشقاء والانتحار، فأكثري من الدعاء والاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار، واجعلي الهاتف في مكان عام وتجنبي الوحدة، واقتربي من أسرتك، وتوبي إلى الله قبل الندم.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات