السؤال
أنا أعاني من مشكلة كبيرة بالنسبة لي ولا أعرف كيف أحلها! فكما هو معروف أن الحياة مليئة بالمواقف، والإنسان قد يقع في موقف يكون لأول مرة فلا يستطيع التصرف أو يتصرف خطأ، وهذا ما يحدث لي أثناء فترة تدريبي في أحد البنوك، فعندما أتعرض لموقف لم أتعرض له من قبل أشعر بالخجل الشديد واللوم العنيف لنفسي بعد الموقف ولفترات كبيرة، ولا أعلم كيف أعالج نفسي من ذلك!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على محاسبة نفسك، ولكن يجب ألا يكون ذلك بالشدة المخلة، والتي تؤثر عليك سلبا وتجعلك تحس بالذنب.
أنت من الظاهر أنك حساس بعض الشيء، وحقيقة كل الناس تخطئ وكل الناس ترتكب المخالفات، ولكن الإنسان الجيد هو الإنسان الذي دائما يستفيد من أخطائه ويتعلم منها.
أرى أنك ربما تنظر لنفسك بسلبية وحساسية، مما يجعلك تقلل من قيمتها، وهذا بالطبع يؤدي إلى ردة فعل نفسية سلبية، فأرجو أن تنظر إلى نفسك بإيجابية، ثم قم ببعض التدريبات لنفسك؛ وقل: إذا قابلني الموقف الفلاني سوف أتصرف هكذا... وهكذا.
عود نفسك على المواقف اليومية والروتينية، وسوف تجد إن شاء الله أن أداءك أفضل مما كنت تتصور.
عليك أيضا أن تقتدي بمن ترى أنهم من المجيدين لأعمالهم والمنضبطين ومن ذوي الكفاءات العالية، حاول أن تقلدهم وأن تقتدي بهم؛ هذا شيء أرى أنه مفيد جدا.
أخي، أيضا أرجو أن تحاول أن تطور من مهاراتك وكفاءاتك الاجتماعية، وأن تتواصل مع الآخرين في العمل وخارج نطاق العمل، كذلك حاول أن تمارس رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلا، فهذه إن شاء الله تفجر فيك طاقات اجتماعية جيدة جدا.
أيضا حاول أن تحضر حلقات التلاوة في المساجد أو في البيوت؛ ففيها تفاعل ورفع للكفاءة الاجتماعية لدى الإنسان.
هذه هي النصائح التي أود أن أوجهها لك، وصدقني أنك إذا اتبعتها سوف تجد نفسك إن شاء الله في موقف أفضل وقد اختفى الخجل، وأرجو ألا تحس بالذنب، وأرجو أن تقدر نفسك بصورة إيجابية أكثر ولا تقلل من قيمك الذاتية.
وبالله التوفيق.