سلاطة اللسان عند الزوجة وكيفية التعامل معها

0 718

السؤال

السلام عليكم.
تزوجت من خمسة أعوام ورزقني الله بطفلتين جميلتين، المشكلة أن زوجتي سليطة اللسان وأنا إنسان محترم ولا أستطيع أن أرد عليها، ليس ضعفا مني ولكني عصبي جدا، ولو احتدم النقاش بيننا ممكن أضربها أو يحدث شيء خارج عن إرادتي.
لا أستطيع أن أطلقها لأني أحب بناتي جدا وبيتي، وهي ليست دائما هذه عادتها، ولكن عندما يحدث ما يعكر صفو حياتنا.
ماذا أفعل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يلهمها رشدها، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا، ونعوذ بالله من الشقاق والنفاق وسيئ الأخلاق.
فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فإذا وجدت في زوجتك سلاطة اللسان فتذكر ما فيها من خير وإحسان، فإن الإنصاف يكون بوضع الحسنات إلى جوار السلبيات، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ولا يمكن أن تجد امرأة بلا عيوب، وأنت كذلك لا تخلو من العيوب، ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.
وأرجو أن تتجنب ما يجلب غضبها، وحاول أن تتعامل معها كما قال أبو الدرداء لزوجته ليلة زواجه بها: (إذا غضبت فرضني، وإذا عضبت رضيتك، وإلا لم نصطحب).
وقد بينت لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يفعله الغضبان حتى يفوت الفرصة على الشيطان، فإن الغضب من الشيطان، وقد (رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا اشتد غضبه فقال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) علما بأن الشيطان ينال من الغضبان ما يناله من السكران، ويجعله يندم على تصرفاته مدى الأزمان.
ولذلك كان من علاج الغضب أن يسكت الغضبان لأنه سوف يتكلم بالسب والشر، وأن يغير هيئته، فإن كان واقفا جلس، وإن كان جالسا اتكأ، وحبذا لو خرج من مكانه كأن يذهب الرجل للمسجد، كما فعل علي رضي الله عنه، وتذهب المرأة إلى حجرة أخرى، حتى يذهب غضبها، فإذا كان الغضب شديدا فإن عليها أن تتوضأ فإن لم يذهب فإنها تصلي لله، قال تعالى: ((ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين *واعبد ربك حتى يأتيك اليقين))[الحجر:97-99].
وأرجو أن توصيها بكثرة الاستغفار، وتبين لها خطورة اللسان، فإن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض، كما نتمنى أن تحرصوا على ترك الأشياء التي تعكر صفوها، وأرجو أن تبعد أطفالها عنها عندما تغضب، حتى لا يتأثروا بغضبها.

ومن الضروري أن يكون نصحك لها في لحظات الصفاء، وحبذا لو كان في الخفاء، ولا تفكر في طلاقها، فإنك لن تجد امرأة ليس عندها عيوب ومشاكل، وسوف يتسبب الطلاق في ضياع أولادكم، فاتق الله في نفسك وفيها، وأكثر من الدعاء لها، وإذا كان غضبها ليس دائما فإن العلاج سهل ولله الحمد، والإنسان لا يندم على سكوته لكنه يندم على الكلام، واعلم أن العاقبة للصابرين، وأنك تؤجر بصبرك عليها.
وأرجو أن تدعو الله لها، فإن الله يجيب من دعاه، وشجعها على طلب العلم وتلاوة القرآن، والإكثار من ذكر الرحمن، حتى ينصرف عدونا الشيطان، الذي لا هم له إلا أن يحزن أهل الإيمان.
ونسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات