السؤال
السلام عليكم.
أرجو الإجابة على سؤالي حيث لدي طفلة تبلغ من العمر سنتين تصدر منها حركات غريبة قبل النوم، فهي تقوم بشد الشعر والتقريص والجرح بأظافرها لمن ينام بقربها، ويستمر هذا التصرف حتى تنام، وأنا لا أعلم ما السبب في ذلك؟ حيث إن المشكلة ظهرت منذ سنة من الآن.
مع العلم أنها الطفلة الأولى والمدللة لدى والديها.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم ساره حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مثل هذا التصرف الذي يصدر من هذه الطفلة غير مستغرب، فهنالك الكثير مما يعرف بالطقوس الوسواسية العصابية لدى الأطفال، وهي حركات أو تصرفات مكررة ترتبط عند الطفل بمكان معين وزمان معين وربما أوضاع معينة، فكثير من الأطفال لا ينامون -على سبيل المثال- إلا وبقرب الواحد منهم اللعبة المفضلة بالنسبة له، وكذلك من ينام بعد أن يغطي جسده كاملا بغطاء معين... وهكذا.
فهذه تعرف بعصاب الطفولة الوسواسي، وهي تعتبر نموا وتطورا طبيعيا لدى الكثير من الأطفال، فأرجو عدم الانزعاج أولا لهذا المسلك حيث أنه سوف يختفي إن شاء الله.
من الوسائل التي تقلل مثل هذا السلوك لدى هذه الطفلة أن يتم تعويدها على أن تنام لوحدها، وهذا ربما يكون أفضل للطفلة من الناحية التربوية.
أعرف أن ذلك ربما يكون صعبا في بعض الأحيان على الوالدة، ولكنه من الأشياء التي نراها جيدة من الناحية التربوية، كما أنها سوف تغير من هذا المسلك.
بالتأكيد سوف تحتج الطفلة إن تركت لوحدها، وسوف يكون هذا الاحتجاج مؤقت، ثم بعد ذلك سوف تتعود الطفلة على الوضع الجديد وسوف يقل احتجاجها، وذلك أرى أن الشيء الوحيد والشيء المفيد هو أن تعود الطفلة أن تنام لوحدها، أو حتى إذا اضطر شخص أن ينام معها يمكن أن تنام هي باتجاه وينام الشخص الآخر باتجاه آخر في السرير... وهكذا.
لا شك أن التدليل الزائد أمر مرفوض من الناحية التربوية، فلابد أن يكون هنالك نوع من الموازنة، ويجب أن نساعد الطفل على بناء شخصيته؛ وذلك بأن نشجع ونحفز الطفل، ولكن في المقابل لابد أن ننهاه أيضا عن بعض السلوك الخاطئ، ولابد أن نتجاهل أيضا عن بعض السلوك، أي لا ننتقد ولا نحفز؛ لأن الحيادية بالنسبة لبعض المسالك المرفوضة سوف تؤدي إلى اختفائه وإلى عدم تكرار الطفل له.
إذن: توجد هنالك ثلاثة وسائل أساسية لتنمية السلوك الصحيح لدى الطفل، وهي:
1- أن نحفز على السلوك أو المسلك الجيد.
2- أن نتجاهل السلوك السلبي البسيط.
3- أن ننهى عن السلوك السلبي الشديد والغير مقبول، ولابد أن يكون النهي أيضا بلطف.
أكرر: أرجو عدم الانزعاج لهذا السلوك، وسوف يختفي إن شاء الله.
وبالله التوفيق.