عصبية زائدة وشرود ذهني وعدم رضا عن النفس

0 438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأود أن ألخص لكم مشكلتي، تاركا لكم تحليلها وتشخيصها ووصف العلاج اللازم.

أولا: أنا معلم ومتزوج ولدي أولاد وبنات، وحياتي الزوجية بصراحة غير سعيدة! وأعاني من الأعراض التالية:

1/ شرود ذهني، أي عندما أتحدث مع أي شخص لا أكون متابعا له ومركزا معه فيما يقول، ولو سئلت عما دار بيني وبينه من كلام لا أستطيع أن أذكر إلا القليل مما دار بيني وبين هذا الشخص.

2/ لا أكون راضيا عما يصدر عني من قول أو فعل، وألوم نفسي: ليتني قلت كذا أو فعلت كذا لكان ذلك أفضل، وهذا يسبب لي قلقا نفسيا يؤرقني، ولا أستطيع النوم!

3/ عندما يحصل جدال بيني وبين أي شخص لا أستطيع الرد عليه، ويتلعثم لساني وأفقد كل العبارات التي من الواجب أن أقولها، ولكن عندما أرجع إلى البيت ألوم نفسي يا ليتني قلت له كذا!

4/ عصبية زائدة حتى مع أولادي وأهلي، وأغضب عندما لا ينفذون ما أردت!
5/ ثقتي بنفسي معدومة وأشعر بأن غيري أفضل مني في كلامه وتصرفاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي! الأعراض التي وردت في رسالتك والتي تعاني منها هي تدل أن شخصيتك من النوع القلق نسبيا، وأدت هذه الخلفية لشخصيتك إلى ظهور قلق نفسي كنوع من الأعراض العصابية، والتي تلخصت في التوتر والشرود الذهني، وعدم الرضا عن الذات، والشعور بالذنب، وهذه كلها يا أخي من مكونات القلق النفسي، ولكن هذا النوع من القلق كما ذكرت لك يحدث في الأصل للأشخاص الذين لديهم نواة قلقية في شخصيتهم، أي لديهم الاستعداد للقلق، وذلك اعتمادا على البناء النفسي أو نسبة لموروثات معينة اكتسبها الإنسان من الوالدين أو الأجداد.

أرجو أن أطمئنك أن هذه الحالة هي حقيقة بسيطة بالرغم مما تسببه لك من إزعاج.

بالنسبة لحياتك الزوجية: أسأل الله لك السعادة فيها، ويا أخي لابد أن تتدارس هذا الأمر وتنظر في الأسباب التي أدت لعدم شعورك بالسعادة، انظر للأسباب وحاول أن تجد الحلول بكل تجرد، هل المشكلة منك أم هي من الزوجة، أم من الأهل، أم هنالك عوامل مشتركة؟ لابد للإنسان أن ينظر في هذه الأمور، ولابد أن يضع الحلول المناسبة، ولابد أن يكون متجردا، وكل شيء عن طريق التفاهم والحوار الصريح مع الزوجة سوف يجعل حياتكم الزوجية أكثر سعادة بإذن الله، وأنتم والحمد لله لديكم ذرية ولابد لهذه الذرية أن تنشأ بالصورة الصحيحة وفي محيط البيت السعيد.

أخي الكريم! أنت سوف تستفيد بصورة كبيرة من الأدوية المضادة للقلق والتوتر وكذلك الاكتئاب، ومن أفضل الأدوية التي تساعد في مثل حالتك عقار يعرف باسم ليسترال أو زولفت، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة، وقوة الحبة هي 50 مليجراما، تناول حبة واحدة ليلا بعد الأكل، ومدة العلاج المطلوبة هي ستة أشهر، بعدها تخفض الجرعة إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

وهنالك علاج آخر داعم للزولفت، يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل حبة واحدة من فئة نصف مليجرام، خذ هذه الحبة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

وهنالك علاج يمكن أن يكون بديلا للفلونكسول، وهذا الدواء يعرف باسم بوسبار، أيضا البوسبار من مضادات القلق الجيدة ولكنه بطيء بعض الشيء، أي يتطلب أن يصبر عليه الإنسان لفترة قد تصل إلى أربعة أسابيع، وجرعته هي 5 مليجرام صباح ومساء، ومدة العلاج المطلوبة هي ستة أشهر.

هذه الأدوية إن شاء الله سوف تساعدك يا أخي كثيرا للتخلص من هذه العصبية والشرود الذهني، وعدم القدرة على التركيز، وعدم الرضا عن النفس.

هنالك أيضا وسائل علاجية أخرى داعمة ومنها -يا أخي- أن تقسم وقتك بصورة جيدة وصحيحة، وأن تكون لديك القدرة على إدارة الوقت، وأن تأخذ الراحة الكافية، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون متواصلا مع الآخرين، وأن تتعرف على رفقة طيبة في المسجد، فهذه إن شاء الله كلها تساعد كثيرا.

كما أنه لابد أن تغير من خارطة التفكير السلبية لديك، فأرجو أن تفكر إيجابيا، وأنت الحمد لله لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك لو نظرت إليها بدقة وتمعن سوف تجد إن شاء الله أنها أكثر من السلبيات الموجودة، والشعور بالإيجابيات ومحاولة تجسيمها وتضخيمها من أكبر الوسائل التي تحارب وتضعف وتقلل القلق والاكتئاب والتوتر.

سيكون يا أخي أيضا من المفيد لك أن تمارس تمارين الاسترخاء، أي نوع من تمارين الاسترخاء، فيمكنك أن تستعين ببعض الأشرطة أو الكتيبات، وهي موجودة والحمد لله في المملكة العربية السعودية بكثرة، وهذه التمارين تتلخص في تمارين التنفس، وتعتبر هي الأهم، وفي هذه التمارين يمكن أن تستلقي في مكان مريح، وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلا، وتتأمل أنك في وضع استرخائي، ثم بعد ذلك خذ نفسا عن طريق الأنف، ولابد أن يكون هذا النفس عميقا وبطيئا، ويفضل أن يستغرق 45 ثانية، وهذا هو الشهيق، بعدها أمسك الهواء قليلا في صدرك لمدة 5 إلى 10 ثوان، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بنفس القوة والبطء وهذا هو الزفير.
كرر هذا التمرين أربع إلى خمسة مرات في كل جلسة بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم.

وكما ذكرت لك توجد هنالك عدة تمارين أخرى يمكن أن تطلع عليها وتطبقها بمتابعة الأشرطة أو الكتيبات الموجودة، ويمكن أيضا أن تستعين بأخصائي أو أخصائية نفسية في هذا السياق.

أرجو أخي محمد أن تتبع هذه الإرشادات، وأن تتناول الدواء الذي وصفته لك، وسوف تجد إن شاء الله أن حياتك قد تبدلت بصورة إيجابية، وعليك أن تسعى لأن تعيش حياة زوجية سعيدة، ونسأل الله لك التوفيق في حياتك الأسرية وحياتك العملية.

وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات