السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في الجامعة في السنة الثانية، يمكنني أن أصف نفسي بأني ملتزمة ومحافظة، أحببت شابا في الجامعة وهو أحبني واجتمعت فينا صفات مشتركة جدا، أهمها أننا الاثنان ملتزمان ومهتمان جدا بديننا، ونعاون بعضنا كثيرا بالكتب والاسطوانات.
وقد اتفقنا على الارتباط بمجرد إنهائي للفترة الدراسية، مع العلم أنه في الجامعة، ويشتغل ممرضا في مستشفى بشهادة الدبلوم، ونظرا لأن أهلي يرفضون أن يزوجوني وأنا أدرس؛ فهو ينتظرني.
الآن المشكلة أنه لا يعلم أن أهلي سيرفضونه إن تقدم لي، وذلك لأنه ليس من جنسيتي وأنا لا أستطيع إخباره بذلك، ولا أستطيع أن أحطم أحلامه الكبيرة التي يرسمها، وتتزايد المشكلة عندما أحس بأمله يزداد يوما بعد يوم، فماذا أفعل؟
هل أترك هذا السر حتى أنهي دراستي ويأتي لخطبتي وأفاجئه بالخبر؟ أم هل أنهي علاقتي معه؟ مع أن ذلك مستحيل؛ فأنا لا أستطيع أن أتخيل نفسي مع رجل آخر! المستقبل دائما يلاحقني بمخاوفه وأنا أخاف مما سيأتي.
ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نتمنى أن يحكم فتياتنا العقول قبل الانسياق مع العواطف، وأن ينظرن في نهاية الطريق ويتفكرن في عواقب التهاون والتفريط، فإن الدخول في الشبكات هين لكن التأمل في الخروج، ومن الضروري كذلك الاهتمام بالخطوط الحمراء، والإحاطة بالقوانين المنظمة لحركة المجتمع والحياة.
ولا خير في علاقة لا تقوم على الصراحة، ولا خير في علاقة تكون بغير علم الأهل وموافقتهم، ولا خير في علاقة لا تحكمها ضوابط الشرع، فاتقي الله في نفسك وفي هذا الرجل، ولا تطلقوا لعواطفكم العنان، واحتكموا في كل صغيرة وكبيرة إلى شريعة الرحمن التي تباعد بين الذكور والنسوان، وتصون الأعراض وتحقق الأمان.
ونحن ننصحك بعدم التهاون في هذا الأمر، واطلبي منه أن يتقدم لخطبتك الآن حتى يقف على الوضع بنفسه، وإذا لم يكن هذا ممكنا فاطلبي منه الابتعاد، وأخبريه بالحقيقة حتى لا يعيش على الأوهام، واعلمي أن الرسول صلى الله وسلم قال: (من غشنا فليس منا).
وأرجو أن تعلمي أن الاستمرار في هذا الطريق سوف تكون له عواقب سيئة -لا قدر الله- على حياتكما الأسرية؛ لأنه سوف يعيش مع زوجته بجسده فقط، وأنت كذلك سوف تعيشين مع زوج المستقبل بجسدك فقط، ولذلك أرجو المسارعة بالمصارحة وإيقاف هذه المهزلة.
ولا شك أن تحمل تبعات الموضوع في البداية أسهل من التهاون في الأمر؛ لأن ذلك يترتب عليه تعميق العواطف وزيادة الانسجام المحرم بكل أسف؛ لأنه لا توجد بينكما رابطة شرعية، وها نحن ندفع في كل يوم ثمن مخالفتنا لشريعتنا التي تباعد بين أنفاس الرجال والنساء، وتحرم نظر كل منهما إلى الآخر، وتمنع الخلوة؛ لأن الشيطان هو الثالث.
ونسأل الله أن يردنا إلى صوابنا في هذه المسألة التي بدأ العالم يشعر بخطرها، ويستوي في ذلك الشعور أهل الكفر وأهل الإيمان، فالنتيجة واحدة، وهي الحسرات والآهات والأمراض والآفات.
ولم يكن عجبا أن تكون عدد الجامعات التي تباعد بين الذكور والإناث أكثر من ستين جامعة؛ لأنهم أدركوا خطورة الاختلاط، ولست أدري متى سننتبه نحن الذين يحرم ديننا ذلك.
وبالله التوفيق والسداد.