السؤال
السلام عليك يا سيدي ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه للحائرين من أجوبة شافية! عندي مشكلة، أود أن أعرف رأيك في حلها، وما ستقوله لي سأنفذه دون تردد؛ لأني تعبت!
تعرفت على شاب في الجامعة يكبرني بعامين، ولم نتكلم مع بعضنا في شيء، لكن لحسن الحظ كانت أخته معي في نفس السنة، ولكن في غير قسمي، وقد تعرفت عليها بالصدفة قبل أن أعرفه، وشاءت الأقدار أن تتطور الأمور بيني وبينه؛ لكن من دون أن نتكلم إلا في الدراسة، وكانت أخته حبل الوصل الذي أعرف من خلاله أخباره.
وهو شاب يناسبني في كل شيء وعلى كافة الأصعدة، ولا أخفي عنك أني فتاة لها مواصفات تحسدني عليها كل الفتيات؛ لذلك فقد أصبت بنوع من الغرور، ولم أستطع أن أقبل بأي شاب إلى أن تعرفت على هذا الشاب الذي يناسبني في كل شيء، فضلا عن أني أميل إليه وهو أيضا يلحظ كل من يراه أنه يميل إلي!
المشكلة أنه لا يتحرك لخطبتي! ودائما أسمع منه كلمات أني سأصير له لكن بلا شيء على أرض الواقع، علما بأن حالته المادية جيدة جدا؛ فهو يعمل لكنه يقول بأنه لن يتزوج قبل أن يجمع مالا كافيا، وعنده بيت وسيارة لكن هذا ما يقوله! ولا تظن يا شيخي أنه يكذب علي؛ لأنني ألمس صدق مشاعره وقد فعل الكثير ليتقرب مني.
المشكلة الآن، أني بات قلبي ينقبض منه ولم يعد ينشرح له مثل السابق، وأريد فعلا من قلبي أن أنساه، وأدعو ربي بذلك، لكن ما الطريق إلى ذلك يا سيدي، وهو أمامي كل يوم فضلا عن أخته التي تحبني جدا، ونتكلم مع بعضنا بصورة شبه يومية، فماذا أفعل لأنساه؟ بالله عليك أخبرني؛ فقد تعبت! وأنا التي توهمت أن الله قد ساقه إلي لأني رأيت تيسر الأمور بيننا، وتشابهنا في كل شيء، لكن لا أستطيع أن أتعلق بالأوهام أبدا، ولا أريد أن أشقى في الهوى!
لقد صرت بعمر 26 عاما، وأدرك تماما أن لا شيء يحدث بغير أمر الله، ويجب أن أنهي علاقتي به؛ لأنه لا شيء واضح بيننا، ولا أريد أن أغضب الله بعد اليوم، فأنا لا أجد منه سوى بعض التلميحات ولن أقيد حياتي بتلميحاته، فضلا عن أني أرفض الكثيرين من أجله، وهو يعلم ذلك، ولا يتقدم لخطبتي!
ودائما نحاول أن ننسى وننهي كل شيء، ولكن لا نلبث أن نعود! لقد حاولنا كثيرا ومرارا أن نبتعد وننهي العلاقة، إلا أننا لم نستطع، وكيف نستطيع ونحن أمام بعضنا كل يوم، حتى أني حين ابتعدت عنه لأنسى لم أستطع أن أنسى! فأرشدني ماذا أفعل لأنساه، وهو أمام ناظري كل يوم ولا يريد الابتعاد عني لأرتاح؟!
فما العمل يا شيخ؟ أخبرني لو كنت مكاني -لا قدر الله- ماذا كنت تفعل؟؟ أنا مسلمة أمري لربي! لكن علي أن أتخذ خطوة وأبتعد، ولا أستطيع أن أبتعد عن الجامعة وما زال أمامي سنتان في كلية التربية، علما أني أنهيت دراستي في كلية الأدب الانجليزي، والتحقت بالتربية لولعي بالدراسة!
فما الحل؟ وكيف أفسر انقباض قلبي منه؟ أليس هذا دليلا على أن الله لا يريده لي؟ ولقد عملت استخارة ولم أدر ما جوابها، لكني أرى قلبي ينقبض يوما بعد يوم، وهو شاب مغرور جدا وقد يريدني لأني أناسبه فقط، هذا ما أراه وقد أكون مخطئة؛ لأنه فعل الكثير من أجلي حتى أنه أخبر أخته عن حبه لي، وهو يتقرب من أخي كثيرا، ودائما يختلق مواضيع ليتكلم معي فيها وهي لا تعنيني، فأرجو منك حلا يقنعني، وأرجو أن تخبرني: ماذا ستفعل لو كنت مكاني؟