السؤال
خطبت ابنة خالي منذ سنتين وحصلت مشكلة فتم فسخ الخطوبة، ثم تدخل الأهل وعدنا منذ 6 أشهر، وأنا الآن سأسافر إلى السعودية للعمل ولن أتمكن من النزول قبل عامين، وأردت أن أعقد عليها قبل سفري فرفضوا؛ لأن عندي مشكلة أمنية وأخوها سيقدم للنيابة، فرفضوا العقد لكي لا يؤثر ذلك على أخيها، وموضوع أخيها ربما سيأخذ من الوقت عاما ونصفا، وبذلك سأكون قد أكملت 3 أعوام ونصف وأنا خاطب (والخطوبة كلها محاذير).
أنا الآن في غاية التعب من العزوبية، ومحتاج الزواج اليوم قبل الغد، وبدأ يظهر ذلك على مزاجي (العصبية) وسلوكي، وفي بعض الأحيان كلما تذكرت أني سأنتظر عاما ونصفا آخر أصاب بالإحباط، ولا أذهب إلى عملي لشدة ضيقي، وأصبحت لا أفكر سوى في الزواج، كيف ومتى سأتزوج؟
فبالله عليكم أفيدونا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الخال من أقرب الناس رحما، والتقصير في حقه يحرج الوالدة، وابنة الخال يهمك أمرها، والإنسان لا يندم على صبره لكنه يندم على الاستعجال، وإذا كان مجرد العقد يسبب الضرر لابن الخال فلا ضرر ولا ضرار، ولا يخفى على أمثالك التعقيدات الأمنية وآثارها السلبية على الأسرة بكاملها.
ولا أظن أنك تستطيع أن تأخذ زوجتك إلى بلاد أخرى إلا بعد استعدادات قد تحتاج أيضا لسنوات، ولذلك فنحن نتمنى أن تدرس المسألة من كافة الجوانب، وتتأمل في إيجابيات الانتظار وعواقب الاستعجال والزواج من غيرها، وهل إذا تزوجت تستطيع أن تأخذ زوجتك إلى مكان عملك أم ستتركها في البلد؟
ولا شك أن طول فترة الخطوبة تجلب الملل؛ لما فيها من المحاذير إذا لم يلتزم الطرفان بالأحكام والآداب الشرعية.
ولا يخفى عليك أن الإنسان أدرى بنفسه وأعرف بقدرته على العفاف والصمود أمام المغريات، وأعرف بحاجته للزواج، فإن كان بالإمكان الانتظار مع لزوم طريق العفاف فهذا أفضل وأحسن وقد قال رب العزة والجلال لمن لم يستطع الزواج: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ))[النور:33] وهذا الأمر ممكن لمن راقب الله وأكثر من الصيام، وصحب الكرام، واشتغل بعظيم المهام، وقلل الطعام، وتجنب الوحدة، ولم يكثر المنام، وغض بصره عن الحرام، وسار على خطى رسولنا خير الأنام.
وفي حالة العجز عن الانتظار فينبغي مصارحة الأهل، وطلب المساعدة في إتمام مراسيم الزواج، ولا أظن في التفاهم صعوبة، ونحن نتمنى أن لا تترك هذه الفتاة؛ لقرابتها، ولأنها أيضا انتظرت كثيرا، والإنسان لا يرضى ذلك لأخته أو ابنته، كذلك لا ينبغي أن يرضاه لبنات الناس، مع ضرورة أن تتذكر أن هذه بمنزلة الأخت كما ذكرت؛ لأن أمرها يهمك جدا، فسارع إلى صلاة الاستخارة، وشاور أهل الخبرة والقرابة والدراية، واشغل نفسك بذكر الله والتلاوة، وأكثر من الاستغفار والإنابة، وتوجه إلى من يقدر الخير ويملك الهداية.
ونسأل الله أن يسهل أمرك ويرزقك السعادة.