النفور من الزوج والفتور في العلاقة الزوجية وكيفية تجاوزه

0 623

السؤال

مشكلتي قديمة لكن أشيروا علي، لي سبع سنوات متزوجة وزوجي إنسان عادي لا شديد ولا حبوب جدا، لكن أحس أني لا أحبه، وأعيش معه لأجل عيالي، ولأجل ظروف أهلي السيئة، ومشكلتي أني أحاول أن أصنع الحب بيني وبينه وما قدرت، مع أنه يقول لي أنه يحبني لكنه لا يبين ذلك أبدا لأنه أحيانا نقعد أسابيع ما ننام مع بعض، ولا يهتم.

وإذا صار بخاطري شيء أتجنب حتى الكلام معه ولا يهتم، ويحب الروتين، وأنا أحب الرومانسية، ولا يوجد هناك توافق إلا نادرا حتى بتربية الأولاد، عولجت عند أطباء نفسانيين وما استفدت لأن علاجهم قائم على (حاولي وحاولي)، وهل هناك أحد يخسر فلوسه بدون ما يحاول؟

أنا أعرف أنه في يوم من الأيام سيتزوج لكن ماذا أعمل ما بيدي شيء! ولو أني سأضيع لأنه ما لي إلا الله ثم هو، يمكن شدة أبي علينا أثرت كثيرا علي، لكني أحاول ألا أعطي نفسي وجها من هذه الناحية.

صدقوني أريد الاستقرار الأسري لي ولعيالي الثلاثة، أريد قليلا من الحب الذي يعيشه الأزواج، والذي أبكي عند قراءة أو مشاهدة أو سماع شيء عنه، حتى العبادة صارت ثقيلة، والنوم متقطع، والوظيفة أغيب كثيرا عنها، والأكل قل بسبب نفسيتي.

الرجاء ساعدوني إذا كنتم تعرفون شيئا عن الاستشارات الهاتفية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الزوج يحبك، لكن المشكلة في تعبيره عن ذلك الحب، فإن الرجل يعبر عن حبه بما يأتي به للبيت من متطلبات وأشياء وهدايا، فهو كما قيل يعبر عن حبه بالإنتاج والإنجاز، ونحن ندعو كل أخت متزوجة إلى أن تأخذ ورقة وقلما، وتسجل ما عند زوجها من الإيجابيات وتضخمها، وتحمد الله عليها، فإذا جاء الزوج تعرضها عليه وتظهر له الفرح بها ثم تطالبه بالأمور الناقصة، وهذا الأسلوب يؤثر جدا على الرجل، ويؤسفنا أن نقول أن أكثر النساء لا تهتم بهذا، وفيهن من يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، فلا تكوني ممن لا يشركن للزوج معروفه وإحسانه، واعلمي أنه من لم يشكر الناس لا يشكر الله.

وقد أسعدني حرصك على بيتك ورغبتك في الاستمرار مع الزوج، وسوف تنالي بحول الله وقوته الحب والتقدير إذا التزمت بما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

2- الاقتراب من الزوج والدخول إلى حياته ومعايشة همومه والثناء على إنجازاته.

3- فهم نفسية الزوج وطريقته في التفكير.

4- عدم الرجوع إلى الوراء والبكاء على الماضي، فإن المؤمنة لا تقول لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قولي قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان.

5- الاهتمام بمظهرك وعطرك، والتجديد في مواقع الأثاث في منزلك، والاهتمام بنظافة الأطفال وتقديمهم له في أبهى صورة.

6- ملاطفته بالكلام ومقابلته بالابتسامة عند دخوله وطعامه والهدوء عند منامه.

7- المبادرة إلى طلب الفراش (أحيانا) وإشعاره بحاجتكم إليه.

8- امنحي زوجك الحب وأظهري له عواطفك وانتظري منه المعاملة بالمثل، ولا تنخدعي بما تشاهدينه في المسلسلات، فإنها عواطف كاذبة مدفوعة الثمن، والذين يرددونها هم أشقى الناس بشهادتهم أنفسهم، فالدموع مفتعلة والابتسامات مشتراة، وهي تمثيل للحركات ثم التدريب عليها، وإذا سمعت ذلك من الجارة فاعلمي أنها لا تذكر إلا الجوانب المشرقة فقط وتخفي دموعها وأحزانها ومشاكلها.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله والحرص على طاعته، فإن الحياة تفقد طعمها وروحها إذا امتلأت بالمعاصي والغفلات، وما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت قال تعالى: ((وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين))[الأنبياء:90] وأرجو أن تحرصوا على عمارة البيت بالذكر والتلاوة والصلاة والسلام على من جاء يحمل الهداية، ونتمنى أن تكون بينكم طاعات مشتركة كالتلاوة والصلاة ومجالس العلم.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات