السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، وأريد الزواج من امرأه عمرها 28 سنة، وهي أرملة ولديها أربعة أبناء أكبرهم 12 سنة وأصغرهم 7 سنوات، وهي على خلق ودين بمستوى كبير، وذو مستوى علمي جيد، وأنا أريد الزواج منها ولكن هنالك مصاعب وعقبات تواجهني، وهي أن أهلي رافضون هذا الزواج وذلك لفارق السن بيننا، والمشكلة الثانية كيف أواجه كلام الناس وانتقاداتهم إذا تزوجت بهذه المرأة؟
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك)، والأبكار أعذب أفواها وأنقى أرحاما، وهي أوفى لزوجها من الثيب التي ربما يكون حنينها لزوجها الأول، كما قال الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول
ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تضع لكلام أهلك الاعتبار، وصل صلاة الاستخارة كما علمنا سيد الأبرار، وشاور أهل الدراية والخبرة، ومن حولك من صاحب وجار، والتمس لأهلك الأعذار، وارفع أكف الضراعة للواحد القهار، أما إذا كانت البنت (الأرملة) أفضل من ناحية الدين ممن حولك من الأبكار، فالأفضل تقديم الدين مع ضرورة الاجتهاد في إرضاء الوالدين، ونحن نتمنى أن تكون دراستك للموضوع شاملة، وماذا عن الأولاد؟ وهل باستطاعتك احتمال انصرافها لرعاية أولادها؟
وإذا رفض الأهل لأجل فارق السن فقط، فليس في الأمر كبر إشكال، وقد تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بخديجة وكانت تكبره بخمسة عشر عاما، وتزوج الفارق -رضي الله عنه- من أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنهما-، وكان يكبرها بما يقارب الخمسين عاما، وقد سعد كثير من الأزواج من زوجات أكبر منهم وحصل العكس كذلك.
أما بالنسبة لكلام الناس، فاعلم أن رضاهم غاية لا تدرك، وأن كلامهم لا ينتهي، ولم يسلم منهم العلماء، بل ولا الرسل والأنبياء.
وإذا كنت مصرا على الزواج من الأرملة، فأرجو أن تجد من الفضلاء والعلماء من يساعدك على إقناع والديك بالأمر، وأرجو أن تزيد من برك واهتمامك بهم.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.