الخمول وعلاقته بالاكتئاب

0 1084

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة في سن 32، أعاني من خمول وتعب دائمين، ورغبة متواصلة في النوم، وقلق من أجل المستقبل، ومن العصبية والانفعال لأتفه سبب، أحيانا ينتابني شعور بالخوف بدون وجود سبب معين، وأميل إلى العزلة رغم أني محبوبة، أرجو النصيحة ولكم مني كل التقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنالك أسباب عضوية طبية للخمول، وهنالك أسباب نفسية أيضا، وفي حالتك أرى أن الجانب النفسي هو الجانب الأغلب، حيث أن لديك أيضا الميول للعزلة وشعور بالخوف في بعض الأحيان، وهذا يجعل التشخيص الأساسي في مثل حالتك هو نوع من الاكتئاب مع وجود القلق والخوف؛ حيث أن 90% من مرضى الاكتئاب يشعرون بقلة في النومن ولكن 10% يكونون أكثر ميولا للنوم والخمول ويكون النوم ليس من النوع الصحي.

توجد أسباب عضوية، ولا أعتقد في حالتك أنها منطبقة، ولكن هنالك سبب واحد آخر يجب أن نتأكد منه أو نتأكد أنه غير موجود، وهو عجز الغدة الدرقية، حيث أن عجز الغدة الدرقية ربما يؤدي إلى أعراض مثل هذه، وعليه حتى نكون أكثر اطمئنانا أرجو أن تقومي بفحص لمستوى هرمون الغدة الدرقية حتى نتأكد من نشاطها، وإذا وجد أي عجز – لا قدر الله – فعلاجه بسيط جدا، وهو يتمثل في تعويض الهرمون بإعطاء الهرمون الذي يعرف باسم إلفايروكسن.

كما ذكرت لك، فأعتقد أن الجانب النفسي هو الجانب الأساسي، والذي أرجوه هو أن تقومي بالآتي:

أولا: لا بد أن تغيري من طريقة التفكير لديك، فأنت الحمد لله في مقتبل العمر ويجب ألا تضيعي أياما مع الخمول والكسل، عليك أن تضعي برنامجا يوميا من الصباح وتلتزمي بتطبيقه، حددي وقت الاستيقاظ وهو بالطبع مع صلاة الفجر، ثم بعد ذلك قومي بالأعمال المنزلية أو أي أعمال أخرى ترينها، لا بد أن تكتبي هذه البرامج اليومية حتى تكوني أكثر اقتناعا بها والتزاما بها.

ثانيا: أرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة، الرياضة ممتازة جدا جدا، وهي تؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية الضرورية لإزالة القلق والتوتر وجعل الإنسان يشعر بالنشاط والقوة والارتياح، إذن يجب أن تعيري هذا الموضوع اهتماما كبيرا.

ثالثا: عليك عدم النوم في أثناء النهار، ولا مانع من قيلولة بسيطة بعد تناول طعام الغداء، ولكن يجب ألا تكون طويلة.

رابعا: أرجو أن تتناولي فنجانا مركزا من القهوة في الصباح.

خامسا: أرجو أن تثبتي وقتا للنوم الليلي، بمعنى ألا يكون هنالك نوع من عدم الانتظام في وقت الذهاب للفراش، حددي وقتا معينا واذهبي فيه للفراش، ربما تجدين صعوبة في النوم أو يكون نوما مقطعا في الأيام الأولى، ولكن بعد ذلك سوف ينتظم انتظاما واضحا.

سادسا: يجب أن تتناولي أحد الأدوية المزيلة للقلق والخوف والاكتئاب، وفي نفس الوقت يعتبر من الأدوية التي تعطي الإنسان طاقة فعالة -بإذن الله تعالى-، هذا الدواء الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوليه بجرعة كبسولة واحدة فقط ليلا بعد الأكل، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك وهي جرعة بسيطة، علما بأن هذا الدواء ليس تعوديا وليس إدمانيا، ولا يسبب أي نوع من الآثار الجانبية والضرر، فقط يتطلب الالتزام، أي كبسولة واحدة كل ليلة، استمري على الدواء لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تناوليه بمعدل كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرين، ثم توقفي عنه.

وأخيرا: أيتها الأخت الفاضلة لا بد أن تركزي على الدعاء، هنالك أدعية مأثورة لإزالة الكسل، عليك أن تدعي الله دائما بإزالة الكسل وسوء الكبر، احرصي على هذه الأدعية فهي إن شاء الله معين ومزيل لمثل هذه الظواهر التي قد تنتاب حياتنا.

وبارك الله فيك، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات