السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ ثلاث سنوات من وسواس قهري في العقيدة بدأ معي إثر التزامي الديني في سن 15 إلى يومنا هذا.
ومنذ ذلك السن وأنا أعاني من الكآبة الشديدة نتيجة لتلك الأفكار الغاية في السوء حول الذات الإلهية والأنبياء والصحابة، حيث أنني أصبحت كثير البكاء والحزن ووصل بي الأمر إلى تكفير نفسي، وأصبحت أظن بأني منافق وأن مصيري إلى النار.
ثم إني لم أكد أعرف بأن هذا مرض نفسي قابل للعلاج، وهو صريح الإيمان حتى أصبت بمعاناة أقسى من ذلك، تتمثل في الخوف الشديد من الموت.
ففي هذا العام الدراسي (وهو الأخير لي في المرحلة الثانوية حيث نجحت بامتياز وكنت من العشرة الأوائل في مدينتي، ووجهت إلى معهد تحضيري للدراسات الهندسية) توفيت فتاة تدرس في معهدنا على إثر حادث أليم ثم توفي أخو زميلي في الدراسة فجأة، وهو شاب في ريعان شبابه، ثم لم تمض فترة قصيرة حتى توفيت زميلتي في الدراسة بمرض السرطان.
والغريب في الأمر أنني في تلك الفترة لم يطرأ علي هذا الخوف الشديد من الموت إذ أصبت بهذا الخوف بعد أكثر من شهرين من موت زميلتي، ففي أوائل شهر يوليو الفارط أحسست بألم في قلبي (مع العلم أني كنت أحس طوال العام بآلام خفيفة في القلب، لكني لم أعرها أي اهتمام).
لكن هذه المرة كان الألم أشد من السابق وهو ما تسبب في ازدياد خوفي، ثم إني في ذلك اليوم بعد إحساسي بالألم استلقيت على الفراش وهنا بالذات حصل ما نكد علي حياتي إلى يومنا هذا.
شعرت فجأة باختناق شديد في التنفس وتسارعت نبضات قلبي كثيرا، وأحسست بارتجاف غريب في جسدي كأن روحي ستخرج من جسدي فظننت بأن نهايتي قد حانت فأخذت أدعو الله بأن يطيل في عمري ثم لا أدري والله كيف اختفت تلك الأعراض.
لكنني بقيت أحس بخوف شديد على مستوى البطن، ومن الغد تطورت الحالة حيث أصبحت أعاني من الفشل والتعب والدوخة والصداع وأصبحت أحس كأن أذني مغلقتان وعندما أمشي أحس بتثاقل في كامل جسدي، وكنت أحس بأنني سأموت في أي لحظة، حيث كنت أفكر بالموت على مدى 24 ساعة في اليوم.
وازدادت الآلام في المعدة والقلب، ووصفها الطبيب بأنها بسبب القلق، وقد أكملت للتو دوجمتيل.
المهم هو أني لم أخبر أحدا بهذا الخوف ولا بالوسواس القهري ولا أريد الذهاب إلى طبيب نفسي (للإشارة التفكير في الموت يلازمني طوال اليوم أما الإحساس بالاختناق والارتجاف فهو يعاودني من فترة إلى أخرى خاصة عندما يذكر الموت والموتى أو حين أرى الجنائز).
ثم ما ساهم في مضاعفة خوفي هو أنني أصبحت أشعر بأنني غريب وكل من حولي غريب وكأنني لست في الدنيا.
عذرا على الإطالة ولكنني في حاجة شديدة إلى من يسمعني ويصدقني ويساعدني في فهم حالتي وتجاوزها - بإذن الله - فأنا على يقين من أن لكل داء دواء، ولو كان الداء مرضا نفسيا يتمثل في الوسواس القهري في العقيدة والخوف من الموت.
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا.