السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما أحببت معلمة لي في المرحلة الثانوية وكانت تبادلني ذلك الحب، وبعد أن تخرجت أصبحنا نوصي بعضنا ونذكر بعضنا بصوم الاثنين والخميس والأيام البيض، واتفقت أنا وهي أن نحفظ القرآن سويا، وبالفعل بدأنا بالحفظ حتى حفظنا مع بعضنا قرابة العشرين جزءا، وكنا نسمع لبعضنا عن طريق الهاتف، وكنا نوصي بعضنا بقيام الليل، والحمد لله على فضله وكرمه.
وقبل شهرين تم عقد نكاح معلمتي التي تكبرني بتسعة أعوام، وبعد عقد النكاح أصبحت غير مرتاحة له وتريد فسخ عقد النكاح، وقد حصل بينهما العديد من المشكلات؛ مما أثر على حالتها النفسية والصحية، فهي ترفض الآن أن أكلمها أو حتى أرسل لها أي رسالة، وتقول إنها لا تستطيع الرد على أي شخص أيا كان، وقد توقفت عن الحفظ وتقول إنها الآن لا تستطيع التركيز في أي شيء.
أنا حزينة جدا على حالها، وأريد أن أساعدها ولو بكلمة لكنها ترفض أن أكلمها أو حتى أرسل لها رسالة عبر الجوال، بماذا تنصحونني وتنصحونها؟
أرجو المساعدة في أسرع وقت ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا ننصحك بالدعاء لها، ونشاركك في ذلك، ونتمنى أن يفرج الله كربتها، وأن يلهمها رشدها، وننصحها باللجوء إلى الله، وبعدم حرمان نفسها من القرآن الذي فيه الشفاء، ونذكرها بأن الرضا بالقضاء هو سبيل الفاضلات والفضلاء، وبأن الصبر على البلاء لا يقل في ثوابه عن المشاركة في حفظ القرآن والمواظبة على صيام التطوع.
وأرجو أن لا تتركي معلمتك حبيسة للأحزان والجدران، وإذا كان من الممكن زيارتها فذلك أفضل، ولا تتوقفي عن إرسال الرسائل لها وتذكيرها بالله.
ولا يخفى على أمثالك أن الدنيا لا تخلو من المشاكل، ولكن عجبا للمؤمنة إن أمرها كله لها خير، إن أصابتها سراء شكرت فكان خيرا لها، أو أصابتها ضراء صبرت فكان خيرا لها، وليس ذلك إلا للمؤمنة، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله سبحانه إذا أحب عبدا ابتلاه، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام، وإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل، ولا يزال البلاء بالعبد المؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة، وأرجو أن تشكر الله على أن هذه العيوب في الرجل ظهرت لها في البداية، فإن أسوأ المشاكل ما كان بعد وجود أطفال، وإذا تذكر الإنسان مشاكل الآخرين هانت عليه مصيبته ووجد العزاء بذلك.
وبالله التوفيق والسداد.