السؤال
حدث لي في طفولتي حادث حيث صدمتني سيارة فسقطت على وجهي على الأرض فتقطع جفن عيني اليسرى إلى قطع صغيرة ( تهتك ) وقام جراح تجميل بإجراء عملية جراحية لإلصاق الجفن ببعضه، لكن للأسف لم تعد كما كانت، بل إنها لا تفتح بالكامل فالجزء الملاصق للأنف مرتخي
ويغطي نصف عيني تقريبا، (أي أن شكلها غير طبيعي).
كما أنها تدمع كثيرا، كما أن لون الجفن بني، ومع الإجهاد يصبح شديد الاحمرار، وقد زرت أكثر من جراح تجميل فقالوا لا يمكن (اللعب فيها ) على حد قولهم، حيث أن هذه المنطقة خطيرة، والجراحة قد تؤثر على وظائف العين، كما أن العظام المحيطة بالعين بها كسور، ولا توجد العظام التي يتعلق بها الجفن، إلا أن طبيبا متخصصا في الجفون أفاد بإمكانية إجراء عملية ولكن ستترك أثرا جديدا.
فما تعليق سيادتكم على هذه الحالة؟ وبماذا تنصحونني؟ هل أجري العملية أم أن هذه المنطقة خطيرة فعلا؟ وماذا يوجد بهذه المنطقة؟ وهل هناك بديل للجراحة مثل الليزر؟
سؤال آخر هام جدا ماذا أفعل لإزالة هذا اللون البني والاحمرار الذي في جفني؟ أريد الوسائل الطبيعية وأسماء الأدوية والكريمات غير المضرة بالعين، وهل هذا نوع من الابتلاء ولي عليه أجر وجزاء؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن خلال القصة ومن مراجعة عدد من أطباء التجميل، يبدو لي أن الحالة فعلا معقدة، وأن العديد منهم متردد في إجراء أي تداخل، إما لأن الوضع الصحي لك لا يسمح، أو أنهم لاحظوا أن الوضع النفسي عندك لا يسمح، فآثروا الابتعاد عن المشاكل.
إن هذه المنطقة حساسة لأنها تحوي العين، والعين من الأعضاء النبيلة التي تصلنا بالعالم الخارجي، وهي أكثر حساسية من الكاميرا، ولا يجرؤ على التداخل عليها إلا من له تجربة وثقة، ونحن لا نستطيع أن نضمن عمل أي من الأطباء الذين راجعتهم حتى ولو كنا نعرفهم، بل عليك أن تجلس مع الجراح الذي عرض إمكانيات جراحة الجفن وتفهم منه ما هي العملية وكيف ستتم، وما هي مضاعفاتها، وماذا يحدث في حال فشلها، وهكذا.. ولك اتخاذ القرار بعد سماع ما يقول ثم تستخير الله تعالى، ثم تقوم باختيار الأنسب، وذلك بمقارنة ما عندك الآن وما سيؤول إليه حالك بعد العملية، وما هي الضمانات التي وعدك بها، وكم عدد الحالات المشابهة التي أجراها، وهل عنده صور لمرضاه لرؤية النتائج عيانيا.
إن الطب الحديث يتطور يوما بعد يوم، ونحن نتوقع أن يكون هناك حل لكل المشاكل الطبيبة والجراحية على اختلاف أشكالها، فلا تيأس، وإن غدا لناظره قريب.
لاأظن في الوقت الحالي أن الليزر له مكان في علاج حالتك، وأما الجفن الأغمق وهو الجلد المزروع، أو ما نسميه بالطعم، فغالبا ما يكون مختلفا في اللون عن الجلد الطبيعي المجاور، وأمامك في ذلك حلان:
الأول: إما بإجراء الجراحة الجديدة التي وعد بها جراح الأجفان، وقد تكون معتمدة على زراعة جلد جديد أقرب لونا إلى الطبيعي.
الثاني: أو استعمال الكريمات المغذية أو المبيضة، وغالبا ما سيكون تأثيرها جزئيا، ولا مانع من تجريب الريتينوكس لروك، وهو المخفف لما حول العين، وإن حصل تهيج منه فيمكن تخفيفه عن طريق دهن البيبانثين الذي يمدده ويغذي البشرة بآن واحد، كما ويمكن استعمال كريم (وايت أوبجيكتيف فوتوديرم) مرة يوميا، لما له من تأثير مبيض، وهو غالي الثمن، ومن أحدث الكريمات المبيضة، واعلم أن هذه الكريمات تحتاج أسابيع عديدة لإعطاء الأثر المطلوب.
ختاما: بودي أولا أن أذكرك بأجر الصابرين، فما أصابك -ولا شك- من الأمور التي تؤجر عليها إن صبرت ولم تضجر ((وبشر الصابرين))[البقرة:155] ومع ذلك فنحن نتخذ الأسباب في الوصول إلى أحسن النتائج، ونحن راضون بقدر الله تعالى أيا كان، وألف سلامة وعافية لك يا حسن.
والله الموفق.