أسباب وعلاج الارتعاش في الأطراف قبل الحمل وبعده

0 555

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 31 عاما متزوجة ولدي ثلاثة أطفال. منذ حوالي عام كنت حاملا في الشهر الثالث، وبداية الشهر الرابع بدأت أشعر برجفة وارتعاش خفيف بدأ في الأرجل كل رجل بمفردها، ثم مع مرور الوقت انتقل إلى الأيدي أيضا، حيث يرتجف أحد الأطراف بمفرده، ومع مرور الوقت أصبحت الرجفة أشد عنفا، حتى أنه يمكن لأي شخص ملاحظتها بالعين.

مع العلم أن هذه الرجفة لا تحدث أثناء العمل أو المشي، تحدث فقط عند الاسترخاء والنوم، وأصبحت مزعجة بشدة بحيث كنت أمضي عدة ليال دون أن أتمكن من النوم.

وخلال فترة الحمل توجهت لعدة أطباء أعصاب أحدهم شخص الحالة على أنه خلل يصيب إنزيمات خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تلفها، وذكر لي بأن هذه الحالة ليس لها علاج؛ فتوجهت إلى طبيبة أخرى، وبعد أن أجرت لي فحوصات عديدة للدم لم نجد فيها أي خلل سوى نقص في مستوى الحديد وفيتامين b12، وذكرت بأنها بحاجة إلى صورة طبقية ولكن لم نتمكن من تصويرها بسبب الحمل.

بعد الولادة اختفت الرجفة نهائيا ولمدة 3 أشهر، ومن ثم عادت لتظهر من جديد، حيث بدأت بشكل خفيف وأخذت بالزيادة، بحيث أصبحت أشعر بثقل شديد في يدي، قمت بمراجعة طبيب ثالث متخصص أيضا بالأعصاب، وبعد أن قام بإجراء فحوصات للغدة الدرقية كانت النتائج سليمة، وفحوصات الدم أظهرت انخفاضا شديدا في مستوى الحديد، وb12 والفولك اسد، فقام الطبيب بإعطائي حديدا مركزا وإبر b12 عدد خمسة إبر وكلس وإبرة كورتيزون.

وذكر أنه بحاجة إلى صورة رنين مغناطيسي، بعد خمسة أيام من تناولي لما ذكرته سابقا قمت بمراجعة الطبيب وكنت أشعر بحال أفضل بكثير حيث خفت حدة الرجفة فأصبحت تحدث بعدد أقل وبحدة خفيفة مثلما بدأت في أيامها الأولى حيث أصاب بها عند الاستلقاء للنوم لمدة نصف ساعة، ومن ثم أستطيع النوم ( لا تحدث الرجفة معي لمدة نصف ساعة متواصلة فهي تحدث لمجرد ثوان ولمرات متعددة وتنتقل من طرف إلى آخر).

عند مراجعة الطبيب وإعادة فحصه لي أخبرني بأنه سعيد جدا من مدى التحسن، حيث إن التحسن يتراوح ما بين 50% إلى 70% وذكر لي أنه لم يكن يتوقع هذا المدى من التحسن، بحيث أن ما أعطاه لي من فيتامينات ومقويات كان مجرد اختبار، وقال لي: إنه سيؤجل طلبه للصورة حيث كتب لي حبوبا تحت اللسان من b12 مع استمراري على الحديد والكلس وطلب أن أراجعه بعد أسبوعين، فهل نقص الفيتامينات والحديد يؤدي إلى الإصابة بمثل هذه الحالة؟

وأرجو إفادتي عن سبب طلب الطبيب لصورة الرنين المغناطيسي؟ وأرجو بشدة أن أعرف مدى خطورة الوضع والمضاعفات التي يمكن أن تحدث؟ وهل هناك نتائج سلبية على خلايا الدماغ بسبب إصابتي بهذه الحالة منذ حوالي أكثر من عام؟ وهل ما ذكره الطبيب الأول عن تلف خلايا الدماغ وعدم تجددها احتمال وارد؟ وكيف لي التأكد من ذلك؟

أرجو إفادتي لأني في حالة خوف شديد، راجية منكم توضيح الحالة لي بمضاعفاتها ومخاطرها المستقبلية، وهل هذه الحالة يمكن علاجها أو لا؟

ملاحظة: منذ أيام قام أخي وخطيبته بفحص دم من أجل إجراءات الزواج وظهر أن حجم كريات الدم الحمراء عندهما صغير، وبعد فحوصات عدة اتضح أنها حالة وراثية، فخطيبته هي ابنة عمنا، فهل من الممكن أن يكون لذلك علاقة بما أصابني؟

الرجاء الرد على رسالتي وعدم إهمالها ولكم الثواب من الله تعالى.
الله ولي التوفيق وادعوه الشفاء لي ولجميع مرضى المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لا شك أن مثل هذه الحالة تتطلب أن يكون الطبيب متفتحا، وأن يضع كل الاحتمالات، هل هذا الارتعاش ناتج لمرض عضوي أم لمرض نفسي؟ وفي حالتك اتضح أن هناك نقصا في فيتامين P12 وكذلك الحديد، وهذه ربما تؤدي إلى الارتعاش في الحالات النادرة؛ لأنها مرتبطة بفقر الدم، كما أن فيتامين P12 يعتبر من الفيتامينات الضرورية لتقوية الأعصاب.

إذن: هذا الاحتمال وارد، وأعتقد أن صورة الرنين المغناطيسي مهمة وضرورية؛ لأن الارتعاش مرتبط بالجهاز العصبي، والجهاز العصبي المركزي -وهو المخ- لابد أن نعرف وضعه، وهنالك أمراض نادرة لا قدر الله مثل مرض يسمى MS، هذا أيضا تنتج عنه الرعشة، ولكنها تكون رعشة مستمرة، كما أنه يؤدي إلى ضعف في الأطراف...وهكذا. أرجو ألا يزعجك هذا الكلام ولكنه حقيقة علمية ضرورية.

فإذن: القصد الذي طلب من أجل هذه الصور -وأن أؤيد ذلك- هو للتأكد التام من أنه لا يوجد أي تغيرات في خلايا الدماغ، أما ما قاله الطبيب من تلف في خلايا الدماغ؛ فأعتقد أن ذلك فيه الكثير من المبالغة مع احترامي له، وربما لم يوصلك المعلومة بصورة صحيحة، وأنا لا أتوقع وجود أي تلف في خلايا الدماغ.

الحالة بالطبع إن شاء الله سوف يتم علاجها، وأنا أنصح إذا كان الفحص كله سليما خاصة الرنين المغناطيسي؛ أن تتناولي عقار يعرف باسم إندرال بمعدل 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين أو ثلاثة، وعقار آخر يعرف باسم موتيفال بجرعة حبة واحدة في اليوم، وهو علاج جيد جدا للقلق والتوتر والخوف، وتستمري عليه لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتوقفي عنه.

لا أرى هنالك أي علاقة بالعلة التي تعاني منها زوجة أو خطيبة أخيك، لا أرى أن هنالك علاقة مطلقا، ففحوصاتك إن شاء الله كلها جيدة، وحتى حجم كرويات الدم الحمراء إن كان به علة لا يؤدي إلى الارتعاش والرجفة.

أرجو أن تطمئني، وإن شاء الله الأمور إيجابية ومبشرة، وقومي بإجراء صورة الرنين المغناطيسي، وبعدها يمكن أن تتناولي العلاج الذي وصفته لك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات