السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 29 سنة، حاصل على شهادة جامعية وأعمل في بلاد الغرب، أصلي ولله الحمد وأعرف وأخاف الله! وأشعر الآن أنه الوقت المناسب لبناء أسرة مسلمة مع شريكة الحياة المسلمة، إن شاء الله!
لكن للأسف الشديد، أنا إنسان ذو علاقات اجتماعية محدودة، وأصدقائي قلة في بلاد الغرب وفي موطني، وحتى عائلتي ذات علاقات اجتماعية محدودة.
أنا لا أريد الوقوع في الحرام؛ لذلك قررت البحث والبنات كثر، لكني لا أرى تشجيعا حتى من الأهل؛ مما يجعلني لا أفكر بالزواج وتأجيله إلى أن يشاء الله، نعم كل شيء نصيب، لكني أبذل ما بوسعي ولا أرى نتيجة، وأطلب النصيحة منكم، وآسف للإطالة، وجزاكم الله خيرا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فخير البر عاجلة، وسوف تندم على تأخير الزواج، وأرجو أن تعلم أن هذا سلوك دخيل على أمتنا التي وجد فيها جدة عمرها إحدى وعشرين سنة، كما قال الشافعي رحمة الله: (رأيت جدة عمرها إحدى وعشرين سنة) وكان الفرق بين عبد الله بن عمرو بن العاص وأبيه عمرو إحدى عشر سنة، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها وعمرها تسع سنوات.
فسارع إلى إعفاف نفسك، ولا تنتظر تشجيعا من أحد، وتذكر أن الله سبحانه قال في كتابه: ((وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32].
وأرجو أن تعلم أن الغربيين يؤخرون الزواج؛ لأنهم أطلقوا لشهواتهم العنان، وليس بعد الكفر دين، ولكن المسلم يعرف أن الله حرم الزنا وقرنه بالشرك بالله وبقتل النفس في أكثر من موضع في كتابه، فهو من أعظم الجرائم والكبائر، وكما قال عمر رضي الله عنه: (لا يزهد في الزواج إلا من عجز أو فسوق).
ونحن ننصحك بالبحث عن صاحبة الدين، وسوف يعاونك على الحصول عليها الدعاة والصالحين، واعلم أن المساجد بيوت الصالحين، فابحث عن الصالحات في المراكز الإسلامية، واعلم أن خير البر عاجله، وأن الأصل عند المسلمين هو الإسراع بالزواج، والحرص على العفاف، وما عرف المسلمون تأخير الزواج إلا بعد فترة المستعمر الذي أورثهم جزءا من أخلاقه، فتزوج الودود الولود، فإن رسولنا يكاثر بنا الأمم يوم القيامة، وإنما يفاخر بالموحدين المصلين.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يزودك التقوى ومن البر ما ترضى.
وبالله التوفيق والسداد.