أريد الحلال وأكره الحرام لكن راتبي ضعيف وعلي أقساط!

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدي المحترم، تحية طيبة وبعد:

فقد تقدمت إليكم باستشارة من قبل ورقمها هو: (241336)، حيث إنني أخبرتكم بأني أريد فتاة وأرغب بالزواج منها، ومنذ فترة تقدم لها أحد أقاربها وقد وافقت على الزواج منه، وتم عقد قرانهما منذ فترة، وبسبب راتبي الضعيف وأقساط السيارة التي أدفعها؛ فإنني والله أعلم لن أتزوج وسوف أعيش في مرض ووهم الزواج؛ حيث إن معظم أصدقائي قد تزوجوا وأنا لم أتزوج! فما الحل؟ الحلال لا أقدر عليه والحرام أخاف منه! فما هو الحل برأيكم؟

كنت قد كرهت نفسي عندما عرفت بخطبة وزواج الفتاة، حيث إنني عاهدت الله ثم عاهدتها بعدم خيانتها، وأنا أخدمها وأخدم أهلها؛ حيث إني أقوم بأغلب الأعمال عندما يطلبون ذلك مني، وفي بعض الأحيان في أوقات متأخرة من الليل الساعة 1.00 ليلا!

فأعينوني بالله عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئا لمن يبتعد عن الحرام خوفا من الله، وبشرى لمن يرغب في الحلال بمعونة الله، ومرحبا بك في موقعك مع إخوانك في الله، واستمع إلى قول عبد الله:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله

ولا يخفى عليك أن الله تعالى قال في كتابه: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)[النور:32]، وكان ابن مسعود يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، وأرجو أن تعلم أن المرأة تأتي برزقها فإنه: (وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها)[هود:6]، وقد كتب سبحانه أرزاقنا ونحن في بطون أمهاتنا، وإنما ترزقون بضعفائكم، بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم ودعائهم، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وأكثر الزواج بركة أقله مئونة.

وإذا لم يتيسر أمر الزواج مع كل ذلك، فإن الله وجهنا بالتمسك بالعفاف والطهر فقال سبحانه: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله)[النور:33].

وأرجو أن تنصرف لإعداد ما تستطيع قبل أن ترتبط ببنات الناس، فإنهم لا يقبلون طول الانتظار، ويخافون على بناتهم من الأخطار، وليس من مصلحتك بناء علاقات عاطفية قبل الزواج، فإن الحب الحلال هو ما حدث بعد الارتباط بالعفيفة بنت الرجال.

وليس في عدم الزواج منها خيانة لها، وكل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وإذا تزوجت الفتاة المقصودة فالنساء غيرها كثير، فاختر لنفسك صاحبة الدين واتبع هدي رسولنا الأمين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والإحسان: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)[النحل:128]، وقد وعد الله المتقين بتيسير أمورهم، فقال: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)[الطلاق:4].

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات