السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلدي مشكلتان، أرجو من فضيلتكم مساعدتي في حلها، وجزاكم الله خير الجزاء.
المشكلة الأولى: إن من عاداتنا أن الزوج لا يكلم زوجته ولا يشاهدها إلا بالعرس، أما أهلي فالأمر عندهم طبيعي، أن يرى الزوج زوجته ويكلمها لكن بالهاتف فقط، وزوج أختي فعل ذلك لكنه هو الذي طلب ذلك، أما زوجي فلم يفعل ذلك، وأنا أريد أن أكلمه لكي أعرفه وأعرف طباعه وطلباته، وأسمع منه الكلام الحلو.
فكرت بأن أرسل له بجواله رسالة أهنئه بيوم ميلاده، وأرى ردة فعله، لكني خائفة ألا يتقبل الفكرة وأن يأخذ مني موقفا، وربما يطلقني إذا كان هذا التصرف غريبا عندهم، فماذا أفعل؟ وللعلم فهذا هو زواجي الثاني؛ فالأول فشل بسبب زواج البدل، ولم يستمر إلا شهرا، وأنا محتاجة للكلام الطيب والحنان.
المشكلة الثانية: عرسي سيكون بعد 4 أشهر، وقد شاهدت زوجي صدفة بالسوق، وقالت أمي: هذا زوجك فشاهدته من بعيد، وقد صدمت! فهو أقصر مني ولا يعلم بذلك؛ لأن أهله فقط شاهدوني وزوجوني له دون أن يراني، فهذه عاداتنا، أن الزوج لا يرى زوجته إلا ليلة الدخلة!
إن حالتي النفسية قد تعبت، فهل سيتقبلني عندما يراني أطول منه؟ وهل سيستمر زواجنا؟ أنا متعبة جدا! ولست قادرة حتى على أن أجهز نفسي للعرس؛ لأني خائفة من الفشل، وأقول أنه في حكم المؤكد أنني لن ألائمه، ولن يمشي بجانبي نهائيا، فماذا أفعل؟ ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مزون الكويت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكل شرط يصادم دين الله باطل، وإن كان مائة شرط، وكل عادة تخالف روح الشريعة مردودة على أهلها، ومتى كانت عقولنا القاصرة حجة على شريعة الله السامية، وليت الذين يصرون على عادات تخالف الإسلام علموا أنهم لا يقلون في خطرهم وضررهم كثيرا عن الذين يتهاونون في تطبيق الأحكام، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ولا خير في الإفراط، ولا خير في التفريط.
ويؤسفنا أن نقول: إن كثيرا من الشباب والفتيات دفعوا ثمنا غاليا لهذه العادات السيئة، وعاشوا في حياة أشبه بالسجن الإجباري، وتترتب عن ذلك شقاق وطلاق وقطيعة للأرحام، من حيث أراد أولئك الآباء والأجداد تقوية أواصر القربى بين الأهل، ولكنهم أخطأوا الطريق وجهلوا أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي أباحت للخاطب النظر إلى مخطوبته، ولها مثل ذلك، فإن البيوت تؤسس على القبول والرضى، وقد تكون المرأة جميلة ومؤدبة ولكن قلب الزوج لا يقبلها، وقد يكون الرجل هو ابن العم وهو من الرفعة والأدب بمكان، لكن بنت عمه لا تطيق رؤيته، والإنسان لا يملك قلبه ومشاعره، فربما قابل إنسانا في الطريق فارتاح إليه وقابل آخر فلم يطق رؤيته ولم يتقبله دون أن يعرف لذلك سببا.
ونحن نتمنى أن يكون للفضلاء العقلاء أهل العلم من تلك القبائل دور في تغيير تلك العادات البالية، وأرجو أن يكون لأختك وزوجها دور في إيصال رسالتك إلى زوجك، وعند ذلك سوف تتعرفي على جوانب من حياته ولن تتضرري سلبا من رده مهما كان، أما فكرة رسالة الجوال فأرجو عدم القيام بها، وأرجو أن تحافظي على وقارك وحيائك.
وأرجو أن تعلمي أنه ليس من الإنصاف الحكم على الرجل بطوله وحجمه، ولن تستفيدي من زوج طويل وعريض إذا لم يكن عنده دين وأخلاق وأمانة وإيمان، ولا أظنه يهتم بهذا الأمر، إذا وجد عندك حسن التبعل والدين والأخلاق، وعليه أن يركز على الجوانب المشرقةفيك، ونتمنى أن تنظري في الإيجابيات في تعداد السلبيات، وكفى بالمرء نبلا أن ترد معايبه، ولا يخفى عليك أن الجانب النفسي له آثار عظيمة، ومن هنا فنحن ندعوك إلى إعداد نفسك للقبول بزوجك، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، وعامليه بمثل ما تحبي أن يعاملك به.
وعليك بالكلمة الطيبة، والبسمة المشرقة، والعطر الفواح، والثياب الجميلة، تملكي قلبه، وقدمي طاعة الله والتي منها طاعة الزوج، وقدمي هواه على هواك، واجعلي بيتك بيئة للطاعة والعبادة، واعلمي أن السعادة لا تباع ولا تشترى، وإنما تشرق من النفوس المؤمنة وتتلألأ في سماء الذكر والتقوى، وتسقى بماء المودة والرحمة، وتثمر الذرية الصالحة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق.