السؤال
زوجتي بفضل الله ستضع بعد أيام، وأنا قد سمعت عن الاكتئاب النفسي بعد الولادة، وأن ما يتراوح من 10- 15بالمائة يصبن به من النساء، وخصوصا إذا كان هناك في عائلة المرأة من أصيبت به، ويوجد في عائلة زوجتي من أصبن به من قريباتها.
وأنا أصبحت أشعر بالقلق من هذا الأمر، خصوصا مع اقتراب موعد ولادة زوجتي، فماذا تنصحونني كي أتجنب ذلك لو قدر الله وحصل ذلك؟ فما الحل؟
أفيدونا بارك الله فيكم، ولو سمحتم بسرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يرزقكما الذرية الصالحة، وأن يسهل لزوجتك أمر الوضع.
أرجو ألا تنزعج كثيرا لهذا الأمر يا أخي بالرغم من وجود مرض نفسي في أسرة الزوجة.
هنالك حالة تسمى الاضطراب الوجداني المتعلق بالوضع، ويسمى باللغة الإنجليزية بيبي بلوز Babu blyes، هذه الحالة تحدث ليس بالنسبة لـ 10 إلى 15% من النساء، إنما لحوالي 50% من النساء بعد الوضع، وهو نوع من القلق والتوتر وعسر المزاج البسيط الذي يصيب المرأة في اليوم الثالث من الوضع، وقد يستمر يومين أو ثلاثة، وقد لا يلحظه البعض، وهو إن حدث يعتبر حالة طبيعية، وكثيرا ما نطمئن النساء بذلك، وهو لا يتطلب أي نوع من العلاج.
أما الاضطراب الوجداني الحقيقي الذي يحدث لبعض النساء، فهو يحدث لحوالي 5 إلى 10% من النساء إذا كان يوجد تاريخ سابق للمرض، أو إذا كان هنالك تاريخ مرضي في الأسرة، أو إذا كان الحمل غير مرغوب فيه في الأصل، أو إذا كانت هنالك مشاكل زوجية، أو كانت هنالك صعوبات في الولادة.
وأسأل الله ألا ينطبق أي من هذه الأحوال والحالات على زوجتك.
أخي الفاضل: كل الذي يتطلبه الأمر هو أن تطمئن زوجتك وأن تساندها، وأن لا تجعل في تفكيرك أو تفكيرها أنها سوف تصاب بحالة اكتئابية، وإذا حدث الاكتئاب -لا قدر الله- فمن علاماته الأولى هو اضطراب النوم -ضعف النوم- بصورة واضحة، ثم تعكر المزاج الذي يعقب ذلك، وفي هذه الحالة تعطى الأدوية المضادة للاكتئاب، وهي كثيرة جدا، وأكثر دواء يعالج اكتئاب النفاس ولا يتعارض كثيرا مع الرضاعة هو الزيروكسات، وجرعته هي 10 مليجرام ليلا أي نصف حبة لمدة أسبوع، ثم يرفع الدواء إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم يخفض إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عنه.
هذا مجرد نوع من التحوط فيما ذكرته لك فيما يخص العلاج الدوائي، ولكن كل الذي تتطلبه زوجتك الآن هو أن تطمئنها وأن تدعو لها.
وبالله التوفيق.