وساوس النسيان والتباطؤ في أداء الأعمال

0 218

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فعندي مشكلة وهي أني بطيء في أداء الأشياء والمهام بالمقارنة مع أصدقائي ومن هم في سني، فمثلا عندما أريد الخروج أتأخر في التحضير، وأعاني كذلك من الوسواس هل نسيت شيئا ما أم لا، فما هو حل هذه المشكلة؟

جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك الثانية هذه، وحقيقة البطء يعتبر سمة من سمات الوساوس في بعض الأحيان، وقد يكون معيقا، ولكن في معظم الحالات يكون بسيطا، والبطء دائما يكون مرتبطا بالتردد، والتردد هو من صميم سمات الوساوس في بعض الحالات.

الوساوس يا أخي بصفة عامة هي أمر مكتسب للأشخاص الذين لديهم الاستعداد لذلك، وتعالج عن طريق التمارين السلوكية والأدوية الطبية..

أولا: من حيث العلاج السلوكي؛ لا بد لك أن تجلس مع نفسك، وتحلل هذه الوساوس واحدا بعد الآخر، وتنظر لها بجدية، وسوف تقتنع بسخفها وحقارتها وعدم أهميتها، وهذا يجعلك إن شاء الله تقاومها ولا تتبعها.

الشيء الآخر هو: دائما حاول أن تقوم بما هو ضد الوسواس، ربما تقول لي أن ذلك من الناحية النظرية سهل، ولكن أؤكد لك أنه أيضا من الناحية العملية ليس مستحيل التطبيق إذا توفرت الإرادة الكاملة لذلك، إنما مقاومة الوساوس سوف تؤدي إلى نوع من القلق والتوتر في بداية الأمر، ولكن هذا التوتر سوف ينقضي بعد ذلك.

أرجو أن تحدد وقتا للأعمال التي تود أن تقوم بها، فعلى سبيل المثال: إذا أردت الاستحمام؛ قل مع نفسك: إن فترة الاستحمام لن تزيد عن عشر دقائق، وانظر إلى الساعة وتقيد بذلك.. كرر ذلك عدة مرات، وسوف تجد أن تطبعك مع الزمن قد أصبح أفضل.

إذا كنت مترددا أو أتاك نوع من الشكوك في فعل شيء ما، فعليك أن تبعث في نفسك الفكرة المضادة وقل: لقد فعلته ...لن أعود لتكراره، وأصر على نفسك في هذا الخصوص.

التردد دائما يمكن أن يقضى عليه بالتركيز، أي حين أقوم بفعل عمل أكون مركزا ولا أشغل نفسي بأمور أخرى.. أرجو أخي أيضا أن تتقيد بهذه التمارين.

هنالك والحمد لله الآن أدوية ممتازة جدا لعلاج مثل هذا النوع من الوساوس، من أفضلها العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (20 مليجراما) في اليوم، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل، ومدة العلاج هي شهر على هذه الكبسولة، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة مرة أخرى إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أيضا.

أنا على ثقة كاملة أن تتناول هذا الدواء مع العلاج السلوكي، وسوف يجعلك إن شاء الله أكثر سرعة في أداء ما تريد القيام به وأقل ترددا وأكثر استرخاء إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات