فتاة تريد نسيان الشاب الذي تعلقت به إلا أنها تخاف أن يتزوج قبلها

0 415

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

سيدي ردا على الاستشارة رقم (257058) وعذرا على الإطالة لكني أريد فعلا أن أرتاح، وشكرا على نصائحك التي لامست قلبي فعلا، وأنا أطبقها جاهدة، وأجد نفسي قد بدأت أنجح؛ رغم أني لا أشك -يا سيدي - في صدق مشاعره؛ إلا أنني لن أنتظر المجهول كما تقول.

لكن -يا سيدي- هناك شيء الآن أخشاه ماذا لو خطب قبلي، فأنا فتاة حساسة جدا، ولن أصبر على هذا إن حدث، ولا أحب أن أتوقع المجهول، لكن ماذا لو تركني لإعراضي عنه وخطب غيري؟

سوف أشعر بالإحباط كوني وهو لن نستطيع البعد بسبب دراستنا، فسأراه دائما أمامي فضلا عن أن أخته صديقتي المقربة، فبماذا تنصحني؟ وكيف أطرد من نفسي خوفي من خطبته لغيري قبل أن أخطب أنا؟

أدري أنه لن يتقدم بخطوة جادة لخطبتي، ولا أدري فعلا لماذا سوى أنه يريد أن يؤمن بيتا محترما، ولكن حالته المادية جيدة نوعا ما بالنسبة لشاب من عمره فلا أدري لماذا المماطلة؟ وقد بدأت فعلا أشعر باليأس منه، ولكني لا أستطيع مقاومة شعوري بالخوف من خطبته قبل أن أخطب أنا.

وقد لا أستطيع أن أجد الشخص المناسب بسهولة الآن فماذا أفعل؟
أنا مفوضة أمري إلى الله، وأرجو منه أن يجنبني ما أكره، لكن خوفي مما ذكرت لك يكاد يقتلني.

أرجو النصيحة وعذرا على الإطالة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sawsan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا ننتفع من صدق المشاعر إذا لم تصاحبها خطوات عملية، وإعلان للرغبة الأكيدة وإبراز للجدية، والذهاب لأهل الفتاة ليكون ذلك دليلا على تحمل المسئولية.

وأرجو أن تعلم بناتنا الفضليات أن الشباب يجرون خلف الفتاة التي ترفض تقديم التنازلات، وتحافظ على حيائها وصالح العادات، وأنهم يهربون من الفتاة التي تفرط في حيائها وتنزل من عليائها، وحتى إذا أرتبط الشاب بمن تقدم التنازلات، فإنه يحرجها عند ظهور الخلافات، وربما قال لها أنت التي كنت تجرين خلفي، وعليك أن تتحملي أخطائك، أو قال لها أنا ما كنت أريدك لكنك كنت مصرة على الارتباط بي.

ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي تريد للفتاة أن تكون مطلوبة غالية لا طالبة ذليلة، بل لا يستطيع الرجل مهما كان أن يصل إليها إلا بعد طرق الباب والثناء على أهلها وفصلها وطلب القرب والرغبة في الارتباط ببنت الشرف والفضل وتقديم صداق يدل على الصدق.

وأرجو أن تعلمي أنك الرابحة ببعدك عن هذا الشاب في كل الأحوال، فإما أن يتقدم بصورة جادة، وإلا فلا تحزني على إنسان بهذه الدرجة من البرود، ولا داعي للانزعاج إذا خطب فتاة أخرى، واسألي الله أن يعينها ويصبرها عليه، وسوف يكون في ذلك راحة لك وحسم للأمر، وسوف يأتيك ما قدره لك ربك، وسوف تريحي نفسك وتسعدي بالهدوء.

والمؤمنة تعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، ولا أظن أن هناك ما يستحق أن تحزني لأجله ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216] ونحن ننصحك بطي هذه الصفحة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ولا مانع من الاستمرار في صداقة أخته ولا حرج، فإنها أختك في الإسلام، لكني أكرر نصحي لك بالبعد والتغافل عن الرجال، واعلمي أن ذلك يرفع قيمتك عندهم ويزيد من ثقتهم فيك ويكسبك احترام أهلك، وإذا تقدم لك أي شاب فقولي له والدي فلان وعمي فلان وأخي فلان ودارنا في المكان الفلاني، حتى تكون البداية صحيحة، وبهذا الكلام يتبين لك صدق الرجل المتقدم وتقديره للمسئولية، فإنه يؤسفنا أن نقول إن بعض الشباب يريد قضاء الأوقات مع الحسناوات؛ دون أن تكون له رغبة في فتح بيت، وتحمل المسئوليات.

ونسأل الله أن يبعد عن فتياتنا العابثين بالأعراض والمنتهكين للحرمات، ومرحبا بك مجددا في موقعك وبين آبائك وإخوانك الذين يهمهم أن تكوني من السعيدات بصحبة من يراقب رب الأرض والسموات ويقدر المشاعر ويرعى العهود والأمانات.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات