السؤال
أنا اسمي حامد أبلغ من العمر 21 عاما، أعاني من انعدام شديد جدا في الثقة بالنفس، وخوف مرضي من الناس، ورهاب اجتماعي، وذلك منذ الصغر من سن الطفولة، حيث عندما كنت بالحضانة ومن بعدها المدرسة كنت أخاف من اللعب مع زملائي، وأخاف أن أتكلم معهم، مع انعدام ثقتي بنفسي، واستمر معي الخوف من الناس، وانعدام الثقة إلى الآن مع تحسن طفيف.
المهم ذهبت إلى الطبيب النفساني وشخص الحالة على أنها أعراض فصامية وليس فصاما، وقال لي أنت لست مصابا بالفصام، ولكن لديك أعراض فصام، وكتب لي الأدوية التالية:
أبيكسيدون 1 مجم: والاسم العلمي (ريسبريدون) وهو لعلاج الخوف والجرعة ثلاث مرات في اليوم، (ستابلون): وهو للاكتئاب، والجرعة ثلاث مرات في اليوم، (تجريتول 200) : والاسم العلمي (كاربامازيبين) والجرعة ثلاث مرات في اليوم.
(أكينتون): والاسم العلمي بيبريدين هيدروكلوريد مرتين في اليوم،(نيورازين 100مجم): والاسم العلمي كلوربرومازين وهو مهدئ عصبي، والجرعة مرة واحدة مساء.
المهم أني آخذ هذا العلاج منذ تقريبا ثلاثة أشهر ولم أشعر حتى الآن بتحسن ولو طفيفا.
ملحوظة: الدكتور قال لي إن هذه الأدوية السابق ذكرها تعالج المخاوف المرضية، والخوف من الناس، وانعدام الثقة بالنفس.
أرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الرهبة وانعدام الثقة بالنفس والانعزالية، هي ربما تكون جزءا من شخصيتك وقد أدى ذلك إلى الخوف، والخوف قد بدأ معك من الصغر، ويعرف أن 40% من الذين يبدأ عندهم الخوف في الصغر سوف يستمر معهم هذا الخوف لفترة، ولكنه يبدأ في التلاشي والاختفاء مع تقدم السن واكتساب المهارات الحياتية.
ما قاله لك الطبيب – مع احترامي الشديد – أنه لديك أعراض انفصامية، أعطاك بعض الأدوية التي تعالج الفصام خاصة الرزبريدون، ولكنه أعطاه لك بجرعة صغيرة، أما الأدوية الأخرى فهي أدوية لعلاج الاكتئاب والتوتر.
لا أرى أن هنالك فصاما فيما ذكرته، ولكن الذي تحتاجه أنت أن تعالج نفسك بنفسك.
أولا: لابد أن تثق بنفسك، لابد أن ترى نفسك أنك لا ينقصها شيء من الآخرين، أنت مثل بقية خلق الله، كن حيويا، كن متفاعلا، كن مقداما، مارس الرياضة الجماعية مع الطلاب، حاول أن تفرض وجودك، اقرأ مع الآخرين في مجموعة وسوف تستفيد إن شاء الله من تجاربهم الإيجابية، وذلك عن طريق التواصل الاجتماعي معهم، هذا هو الذي تحتاجه، وهذه أمور علاجية ضرورية جدا.
الشق الثاني في العلاج: الأدوية التي تتناولها هي أدوية جيدة، ولكن – مع احترامي الشديد للطبيب – أنا لا أحب هذا التعدد الكثير في الأدوية، الطب النفسي الآن يتجه نحو اختصار الأدوية، وجعلها في أقل نطاق ممكن، حيث أن هنالك الكثير من الأدوية الممتازة والفعالة والتي تساعد كثيرا.
أخي: يمكنك التوقف عن هذه الأدوية، علما بأني لا أحب أن أتدخل كثيرا فيما يصفه زملائي الأطباء، ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن أوجه لك النصح التام.
الدواء البديل بالنسبة لك هو لسترال، لسترال دواء جيد وممتاز، يمكن أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام ليلا، وهذه الجرعة هي جرعة طيبة جدا وتساعد في إزالة هذا الخوف، ويمكنك أن تستمر على الرزبريدون وترفع الجرعة إلى 2 مليجرام وليس واحد مليجرام.
إذن: فالدواء الذي تحتاجه كله هو لسترال 50 مليجرام ليلا – حبة واحدة – ورزبريدون 2 مليجرام – حبة واحدة – ليلا، ولا داعي أبدا لبقية الأدوية، وأرجو أن تشاور الطبيب الذي ذهبت إليه في ذلك، وأعتقد أنه سوف يتقبل ما نقوله، ويمكنك التواصل معه، وإن رأى أن تستمر على أدويتك فعليك أن تتبع ذلك؛ لأنه ربما يكون في موقع أفضل مني؛ حيث أنه تحدث معك وقد خاطبك وقد حاورك، وهذا يجعله في موقع يستطيع أن يكون أكثر دقة في أحكامه الطبية مني، والذي يهمني جدا هو أن تثق في نفسك، وأن تتبع الإرشادات السابقة.
عليك - أخي - أيضا ألا تقرأ كثيرا عن الأمراض، من يقرؤون كثيرا في أجهزة الإعلام عن الأمراض يصابون بكثير من التوهمات المرضية، هذا الذي يقال ليس كله صحيحا، وعليك أن تثق بالله، وعليك أن تسأل الله أن يحميك من كل شر ومن كل مرض وكل سقم.
وبالله التوفيق.