اكتئاب وقلق وخوف مستمر

0 635

السؤال

سعادة الدكتور محمد عبد العليم!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تتلخص مشكلتي في الآتي:
معاناتي من الاكتئاب والأرق والقلق والخوف باستمرار، يعني مستمرة معي وتخف أحيانا مع العلاج ثم لا تلبث أن تعود رغم أنني مستمر على الدواء، فلا أدري ما هي المشكلة؟

وإذا حدث تحسن واضح بعد عدة أيام يحصل انتكاسة، أحيانا يستمر التحسن إلى عشرين يوما وبعدها تحصل انتكاسة رغم الاستمرار على نفس الأدوية.

أنا أعاني من هذا المرض من خمسة وعشرين عاما، حيث أثر على عملي، وكثر غيابي وخروجي من العمل دون إذن بسبب الاكتئاب والقلق، أو عدم النوم ليلا، وفي الفترة الأخيرة مع الانتكاسات المتكررة صار الطبيب يغير الدواء كل ثلاثة أسابيع، وصرت في حيرة من أمري ما هذا المرض الذي لا يستجيب للدواء؟

ثم صرت حساسا جدا للأعراض الجانبية للدواء ولا أصبر عليها، حيث هذا الدواء يسبب النوم نهارا وعملي في النهار، وهذا يؤثر على القدرة الجنسية وغير ذلك، وهذا ما زاد من المشكلة حيث لا يخلو دواء من أعراض جانبية، وصرت أيضا لا أحتمل الأرق ولو لليلة واحدة، وصرت في دوامة حيث لا أعرف ما هو الدواء المناسب من غيره.

الأدوية التي استعملتها (جميع الأدوية الموجودة في أسواق السعودية المضادة للاكتئاب والقلق والأرق بما فيها زببريسكا وليثيوم).

أنا أقرأ إجاباتك وقد أملت في سعة علمك، وحرصك على الإخوة المرضى خيرا كثيرا، فأرجو أن أجد لديك الحل وشكرا.

الأدوية التي أستعملها حاليا سبرالكس 10 ملجم حبة مساء، بوسبار حبتين صباحا وحبة ظهرا، حبتين روميرون مساء ومع ذلك لا أستطيع النوم، ولم أستفد منها شيئا.

آسف على الإطالة وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاكتئاب النفسي قد يكون مرضا مزمنا في بعض الحالات، ولكن - يا أخي الفاضل - هذا لا يعني أنه سوف يعطل الإنسان، أبدا .. أعرف الكثير من الذين يعانون من الاكتئاب المتأرجح – أي الذي يأتي من وقت لآخر – ويعيشون حياة جيدة، وقد استطاعوا أن يكيفوا أنفسهم وأن يتواءموا مع هذه الحالات، مما جعل الاكتئاب يضعف حتى أنه قد اختفى من بعضهم، أعرف من عانى من هذا المرض لمدة عشرين وثلاثين عاما، ثم الحمد لله الآن هم بصحة جيدة.

أخي! لا شك أنك صاحب خبرة مع الاكتئاب، ولا أقول لك: يجب أن تعتبره مرضا صديقا، ولكن لا يخلو حديثي من حقيقة إذا قلت أن ذلك هو المفترض، وأعني بذلك أن أكون حريصا جدا في تناول الأدوية، أي أن أكرم هذا الصديق بما سوف يرضيه أو لا يرضيه، وفي هذه الحالة هو الالتزام بالأدوية، فمن أكبر المشاكل التي يعانيها بعض مرضى الاكتئاب هي عدم الالتزام بالأدوية أو تغيير الأدوية بصورة مستمرة، هذا يؤدي إلى خاصية كيميائية تسمى بالكندلنج – لا أعرف لها ترجمة باللغة العربية – ولكن كندلنج تكتب Kinddling، وهي تعني أن الإكثار في تغيير الدواء أو عدم الالتزام يؤدي إلى تشبع تلقائي في المرسلات العصبية أو الناقلات العصبية، مما يجعلها أكثر مقاومة للاستجابة للدواء، هذه يا أخي حقيقة علمية أرجو أن تساعدك هذه الحقيقة في التزامك بالدواء.

أنت تناولت الليثيم وتناولت الزبركسا لفترة من الفترات، هذا يجعلني أفكر أن حالتك ربما ليست باكتئاب فقط، إنما هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية؛ لأن الأدوية التي أعطيت لك هي مثبتات للمزاج أكثر من أنها معالجات للاكتئاب، فإذن الموضوع يحتاج لمراجعة للطبيب والتحدث معه وتحديد التشخيص؛ لأن المجموعة الأخيرة من الأدوية التي تتناولها هي أدوية مضادة للاكتئاب.

أنا أرى أنه ليس هنالك داع أن تأخذ السبراليكس مع الريمانون في نفس الوقت، والريمانون بجرعة حبتين - 60 مليجراما - هذه تعتبر - يا أخي - جرعة فوق المتوسطة أو جرعة كبيرة، والجرعة المسموح بها طبية هي 45 مليجراما ليلا، أي حبة ونصف، ولابد أن أطلعك على هذه الحقيقة العلمية.

لا توجد خطورة حقيقية في تناول الحبتين، ولكن كل المحافل العلمية والمراجع العلمية المعتبرة تقول: إن الجرعة يجب أن تكون في حدود الحبة ونصف؛ لأن الدواء إذا تعدى الجرعة المطلوبة ربما يخرج أيضا من النطاق العلاجي، والكثير من المرضى يعتقدون أنهم إذا تناولوا الدواء بجرعة كبيرة هذا يفيد، أبدا.. فالدواء بجرعة قليلة يكون خارج النطاق الطبي من ناحية الفعالية، وإذا ارتفعت الجرعة أيضا تخرج من دائرة الفعالية.

إذن - أخي – ارجع لحبة ونصف من الريمانون، وأنصح بأن توقف السبراليكس، ولا داعي للإكثار من هذه الأدوية.

الذي أراه أن تتناول بعض المدعمات الأخرى مثل الدواء الذي يعرف باسم سوليان Solian، وجرعته هي 50 مليجراما صباحا ومساء، هذا يدعم إن شاء الله الريمانون ويساعد كثيرا.

بالنسبة للنوم؛ هنالك دواء يعرف باسم إستلنكس Stlinox، وجرعته 10 مليجرامات، هذا من أفضل الأدوية المنومة، كما أنه غير إدماني، ولكن لا يمكن الحصول عليه إلا بوصفة طبية من طبيب مختص، وهو موجود في المملكة العربية السعودية، فيمكن أيها الأخ الفاضل أن تشاور طبيبك في ذلك.

أنت -الحمد لله- تبلغ الآن من العمر 50 عاما، وهذا هو عمر التؤدة والحكمة والنضوج، عليك يا أخي أن تكون أكثر ثقة في نفسك، عليك أن تتواصل اجتماعيا، عليك أن تمارس أي نوع من الرياضة؛ خاصة رياضة المشي، عليك أن تقول لنفسك: إن الاكتئاب بالرغم من أنه مرض صديق، لكنه يمكن أن يهزم، وأود أن أفارق هذا الصديق.

وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات