السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي معقدة نوعا ما، أحب شخصا بجنون، وأعلم أن ذلك شرعا محرم، والمشكلة الأكبر أن علاقتنا عبر الشات، وهو يحبني كما صرح لي، وقد وعدني بالزواج؛ لكنه لم يشاهدني نهائيا، وأخاف أن يرفضني إذا ما شاهد صورتي! فالحقيقة أتعذب من هذا الأمر، فأرجو المساعدة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلست أدري كيف تحب الفتاة شابا دون أن تراه؟ وكيف يزعم أنه يحبها دون أن ينظر إليها؟
ونحن ندعو فتياتنا للابتعاد عن الشات وعن رواده الشباب، فإن فيهم ذئابا يتخفون وراء الثياب، ويجيدون فن الخديعة والكذب، ويخدعون الفتيات بمعسول الكلام وحلو الألقاب، فلا تنخدعي بكلامهم وعودي للصواب، وأغلقي في وجههم الباب، وتوبي إلى ربك إنه التواب، وحافظي على حيائك والحجاب، وسوف يأتيك ما قدره لك الوهاب، فإن لكل أجل كتاب.
وأرجو أن تعلمي أن الفتاة تتأثر بالكلام، و"الغواني يغرهن الثناء"، أما الرجل فإنه يتأثر في الغالب بالرؤية، ونحن ننصحك بإيقاف العلاقة مع هذا الشاب، والاجتهاد في تصحيح الوضع حتى يكون موافقا للشرع، واطلبي منه أن يطرق الباب، حتى يتعرف عليه أهلك، ويتمكن كل منكما من رؤية الآخر، فإن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وفي إيقاف تلك العلاقة والتوبة إلى الله فوائد عديدة منها:
1- معرفة جدية ذلك الشاب من عدمها.
2- تمكن كل منكما من الرؤية الشرعية.
3- إعادة ثقة الشاب فيك وحتى لا يجدك بسهولة؛ فيحتقرك مستقبلا.
4- اكتساب ثقة الأهل واحترامهم.
5- حمايتك من القبول برجل ربما كان غير مناسب وغير مسئول ولا يؤتمن عليك، والرجال أعرف بالرجال.
ولا داعي للخوف من عدم القبول بك، فكل أنثى جميلة بحيائها وحجابها وأنوثتها، ولكل خاطب مواصفات لمخطوبته، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، فلا تستعجلي الشيء قبل أوانه، وانتظري رزقك الحلال، وسوف يأتيك بفضل الكريم المتعال، وفي الوقت الذي قدره صاحب العظمة والجلال، فابتعدي عن الرجال، ونسأل الله أن يصلح لك الحال والمآل.
فاتقي الله في نفسك، وابتعدي عن الحرام، ولا تنخدعي بكلام اللئام، وراقبي الذي لا يغفل ولا ينام.
وبالله التوفيق.