السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي عمرها (26 عاما) متزوجة منذ تسعة أشهر ولم تنجب حتى الآن، وبعد الشهر الثامن من الزواج وتأخر حدوث الحمل توجهت للطبيب للتعرف على السبب وراء تأخر حملها، فعمل لها الطبيب سونارا على البطن، وسونارا من المهبل، وبعد هذا قال لها: إن السبب هو أن لديها دهون على المبايض، وأوصاها أن تنقص من وزنها الحالي على الأقل عشرة كيلو، خاصة في منطقة البطن.
وأخبرها أنه بعد هذا سيتابع العلاج بإعطائها حقن، وقال لها: إن ثمن الحقنة حوالي ثلاثمائة جنيه، لكنه لم يذكر اسمها - وعندما سأل عن حال الزوج - زوجها - فعرف أنه قد سبق له الزواج قبل ذلك، وكانت زوجته حاملا قبل أن تتوفى هي وجنينها فاستثناه من الفحوصات باعتبار أنه قد سبق لزوجته المتوفاة الحمل منه.
واستشارة أختي هي أنها تريد أن تتعرف بشيء من التفصيل عن ما يسمى بالدهون على المبايض هذه التي أخبرتها الطبيبة أنها سبب تأخر حملها.
وهل فعلا الريجيم ذو فاعلية في العلاج؟ وما عمل هذه الحقن التي أبلغها الطبيب عنها؟ وما هي المدة التي يحتمل أن يستغرقها علاج مثل حالتها هذه؟ وهل إذا فشلت هذه الطريقة فهل هناك طرق علاجية أخرى؟
وهل حمل الزوجة الراحلة لزوجها يسثنيه من إجراء أي فحوصات أم هناك فحوصات حبذا لوقام بها؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا ما نسميه بتكيس المبياض، فالمعروف أنه في حالة المبيض الطبيعية فإنه ينتج بويضة واحدة أو ربما أكثر في كل شهر تكبر تدريجيا ثم يتفجر كيس البويضة ليخرج منها، ثم يتم التلقيح بإذن الله تعالى.
ولكن في حالة المبيض المتكيس فإنه لا يحدث ذلك ويكون المبيض متكدسا بحويصلات صغيرة لا تكبر أي منها، وبالتالي لا تحدث الإباضة، وأعراض هذه الحالة هي اضطراب في الدورة الشهرية، وهذا يحدث عادة من بعد البلوغ على شكل غياب الدورة شهرا أو أكثر، وربما يصل لسنة، ويكون مصاحبا له زيادة نمو الشعر في أماكن غير معتادة بالنسبة للنساء، كالذقن وفوق الشفة العليا وجوانب الوجه، نظرا لزيادة هرمون الذكورة كما يكون في بعض الحالات مصاحبا له زيادة في الوزن.
بالنسبة لسؤالك هل الرجيم ذو فاعلية، نعم... إن الدهون مصنع للهرمونات التي تتحول بدورها إلى هرمون الذكورة، والذي يثبط عمل المبيض ويتسبب في نمو الشعر الزائد الذي سبق وتكلمنا عنه.
وبالنسبة لعلاج هذه الحالة:بالعادة يبدأ بإعطاء حبوب عن طريق الفم لتنشيط المبيض ويتدرج في ذلك، فإذا فشلت هذه الطريقة يتم النقل إلى الإبر، وقد يفيد إعطاء دواء الـ(Metformin) والذي هو خافض للسكر في الدم، ويفيد في حالتك في إنقاص الوزن وأيضا في تنشيط المبيض.
أما بالنسبة للمدة التي تحتمل أن يستغرقها علاج هذه الحالة فيتعمد على استجابة المبيض، وينبغي التدرج في العلاج خوفا من حصول تنشيط مضاعف للمبيض، مما قد يدخل في حالة من هيجان المبيض والذي قد يصل إلى حالات خطرة في بعض الأحيان، أما إذا فشلت جميع هذه الطرق فقد لا يبقى إلا محاولة عمل أطفال الأنابيب والتي هي مكلفة من ناحية الوقت والمال.
وبالنسبة لسؤالك الأخير عن استثناء الزوج من عمل التحاليل، فأقول مبدئيا، كون زوجته الأولى قد حملت منه فهذا يستثنيه، إلا في حالة انتظام التبويض لدى الزوجة الثانية والتأكد من سلامة الأنابيب لديها، فلا يبقى إلا أن يفحص الزوج، فلربما وجد خلل حدث جديدا في وضعه، أما قبل ذلك فينبغي التركيز على وضع الزوجة أولا.
وأخيرا أختاه: أحب أن أذكرك بأخذ الأسباب الشرعية للحمل، فإن ذكر الأولاد قرن في مواضيع كثيرة من كتاب الله عز وجل بذكر الهبة ((ووهبنا له))[الأنعام:84]، ((يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور))[الشورى:49]، ((رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء))[آل عمران:38] والوصفة القرآنية موجودة في كتاب الله عز وجل: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:10-12] فالزمي الاستغفار.
وبالله التوفيق والسداد!