ظلمني وكسر قلبي بعد أن فسخ خطوبتي دون أسباب حقيقية!!

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بحزن كبير؛ متى سأنسى ذلك الذي ظلمني وكسر قلبي ومشاعري، وجعلني في حالة دائمة من الحزن والذهول، وكره جميع الشباب؟! ذلك الشاب غدر بي وفسخ الخطبة بدون أسباب حقيقية.

أعلم أن كل شيء قضاء وقدر، ولكن لا أستطيع التخلص من الحزن والألم، ولا أستطيع نسيان الإهانة؛ لأنه تركني وبدون سبب أمام جميع العائلة.

أدعو الله دائما أن يرزقني ويعوضني خيرا منه، لكنني خائفة من الارتباط وخائفة من أن يغدر بي مرة ثانية، كان الشاب يعمل في بنك ربوي، فهل من الممكن أن الله يعاقبني لأني وافقت الاقتران به؟ وأنا أعلم أن العمل في البنك حرام لكني استخرت له أكثر من مرة.

سمعت أنه خطب مرة ثانية، وأنه سعيد في خطبته مما أثار جنوني بأنه لم يهتم لأمري، وأنه لم يهمه الجرح الذي سببه لي، فماذا أفعل؟ أشعر بأني ناقصة أو ليس لدي حظ مثل الفتيات الأخريات.

أتمنى أن يوفقني الله مع شخص ذي دين وخلق وعلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن تهوني على نفسك، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، فأعلني رضاك بقسمة الله، واعلمي أن الذي ينتقم من الظالم هو الله، وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل، فارفعي مظلمتك إلى الله، وأشغلي نفسك بطاعة الله، ومرحبا بك في موقعك ومع آباء وإخوة يتمنون أن يسعدك الله، وأرجو أن ترددي بلسان أهل الإيمان: قدر الله وما شاء فعل.. فإن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن الإنسان، ولعل الخير في الذي حصل، فاستغفري الله عز وجل، ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)) [البقرة:216]، وليس في الأمر ما يستحق أن تحزني عليه؛ لأنه لا خير فيمن لا وفاء له، ولا شك أن الذي فعله الشاب يدل على أنه لا يؤتمن ولا يقدر المواثيق والعهود والروابط، فاحمدي الله الذي كشف لك حقيقته في وقت مبكر، واسألي الله من فضله، فإنه الذي يكتب الخير والتوفيق ويقدره.

وأرجو أن تعلمي أنه من الظلم أن تقيسي الشباب بهذا الشاب، فالتعميم في الأحكام مرفوض، ولا تقبلي إلا بمن يطرق الباب ويلتزم بالسنة والكتاب، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، فلا تتوسعي في علاقتك مع الخاطب، واطلبي منه أن يعجل بكتب الكتاب، وجعل العلاقة في رضا الوهاب، وافعلوا الخير والصواب، وانتفعي من تجربتك السابقة، وتذكري أن المؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، واحرصي على رضا الوالدين، ومشاورة محارمك الأقربين، واستخيري في أمورك رب العالمين.

واجتهدي في نسيان ذلك الموقف، ومما يعينك على ذلك الاشتغال بطاعة الله، وكثرة اللجوء إليه سبحانه، والرضا بقضائه وقدره، وتذكري سلبيات ذلك المخادع، وكفى بالكذب والخديعة سوءا.

والزمي تقوى الله؛ فإن الله وعد أهلها بتيسير أمورهم، فقال سبحانه: ((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))[الطلاق:4].
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات