السؤال
أعاني من مرض الاضطراب ثنائي القطبية، وأريد أن أعرف كل تفاصيل هذا المرض، وهل سأستمر في أخذ الديباكين مدى الحياة؟!
أعاني من مرض الاضطراب ثنائي القطبية، وأريد أن أعرف كل تفاصيل هذا المرض، وهل سأستمر في أخذ الديباكين مدى الحياة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو واحد من الأمراض النفسية، وفي هذه الحالة يتأرجح مزاج المريض ما بين الاكتئاب وما بين الانشراح، وربما تكون فترات الاكتئاب هي الأطول والأكثر، وربما يكون العكس صحيحا، وهو يتفاوت من إنسان إلى إنسان، وربما تلعب الوراثة دورا في هذا المرض، ولكن ليست الوراثة المباشرة، إنما الاستعداد له.
بفضل الله تعالى أصبح الآن هنالك أدوية مثبتة للمزاج، تعتبر هي خط العلاج الأول، ومنها الدباكين، وأيضا يوجد هنالك الليثيوم والأولانزبين والرزبريدون، وأدوية أخرى كثيرة، كلها فعالة في علاج هذا المرض.
هذا السؤال الذي يخص تحديد مدة العلاج، حقيقة هو ليس من الأسئلة سهلة الإجابة، ولكن أرجو أن أطلعك على بعض الحقائق والأرقام العلمية:
إذا حدث للمريض أكثر من انتكاسة فلا بد أن يواصل العلاج لمدة ثلاث سنوات متواصلة، وإذا لم تحدث له أي انتكاسة خلال هذه الثلاث سنوات فسوف تكون فرصته في الشفاء أكثر، ولكن بالرغم من ذلك احتمال الانتكاسة بعد توقف العلاج موجودة وهو نسبة 40%.
أما الذين يكملون فترة الخمس سنوات، فنسبة الانتكاسة هي 20%، والذين يكملون العلاج لمدة 10 سنوات فنسبة الانتكاسة هي 10%، إذن: إذا استمر الإنسان في الدواء لفترة طويلة، فإن فرص الانتكاسة أقل.
أما الذين تنتابهم أكثر من ثلاث انتكاسات خلال العام، فأقول إنه من الضروري جدا أن يتناولوا العلاج إلى مدة غير محددة؛ لأن هذا هو الأصلح، وهذا هو الأفضل بالنسبة لهم.
أخي الفاضل: هذا المرض يجب أن يعتبره الإنسان من الأمراض الصديقة مثل السكر والضغط وخلافها، والإنسان الذي يحرص على صحته سوف يجد أن نعمة العافية والصحة لا تستبدل بشيء.
لدي كثير من المرضى الذين أوقفوا العلاج ثم حدثت لهم انتكاسات، وقد وجدتهم بعد ذلك أكثر إصرارا مني على مواصلة علاجهم، وهم الآن الحمد لله بخير.
إذن أخي: واصل العلاج ولا تهتم كثيرا بالزمن، وأنا من أنصار الاستمرار لأطول مدة ممكنة.
وبالله التوفيق.