السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، تعرفت على شاب كان يدرس معي في الجامعة، وهو الآن يشتغل بشركة ودخله الشهري على قدر الحال، ويريد أن يتقدم لي لكنه خائف من أن يأتي وترفضه عائلتي؛ لأن والدتي تريد أن تقيم حفلا فاخرا لأنني البنت الوحيدة لديها! وهذا الشاب يعلم أنها ستطلب منه أشياء كثيرة ليست بمقدوره، مثلا صداقا قدره 5000 درهم، ملابس فاخرة، خاتما.
إنني أعلم أنه يحبني جدا، ولكن لا أدري ماذا سأفعل لكي يأتي إلى بيتي لخطبتي؛ لأنني لا أريد معرفته من غير علم عائلتي، المرجو الإجابة وإيجاد حل يرضي هذا الشاب، ويرضي والدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nadia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عندنا يتيمة خطبها رجلان غني وفقير، ونحن نريد لها الغني وهي تهوى الفقير، فقال صلى الله عليه وسلم: (زوجوها بالفقير فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح).
فحاولي إقناع أهلك برغبتك، فإنه ليس من الحكمة انتظار الغني الذي ربما يتأخر كثيرا، وقد لا يناسبك أيضا، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وقد أسعدني حرصك على عدم تأسيس علاقة مع هذا الشاب دون علم أهلك، وهكذا تفعل المؤمنة العاقلة، ومثل هذا الحرص يرفع قيمة الفتاة عند الرجل، ويظل يحترمها ويقدرها، ويشعر أنها بنت أصول.
وأرجو أن تعلم الوالدة أن المبالغة في مهرك خصم على سعادتك؛ لأن الزوج سوف يشعر بأن قيمتك في الدرهم، وأنه اشتراك بأمواله، ويتحول كل ذلك إلى بغض للزوجة، كما قال عمر رضي الله عنه، وسوف يتذكر الزوج ما حصل له مع كل أزمة تحصل في طريق الحياة الزوجية، ولو كان في غلاء المهور خير لسبقنا إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين وجد فيهم من تزوج بخاتم الحديد، بل بما يحفظ من القرآن المجيد.
ولا مانع من أن يتقدم هذا الشاب ويطرق بابكم، ونسأل الله أن يلقي له القبول في قلب أسرتك، وإذا كان هذا الشاب يتوقع الطلبات الباهظة، فلن تكون في الأمر مفاجأة بالنسبة له، ونحن نتمنى أن يطرق الباب، بل ندعوه إلى تكرار طرق الباب؛ لأن ذلك سوف يعطيك فرصة للمناقشة الهادئة مع والدتك، وأرجو أن تجدي من الخالات والعمات والمحارم من يساعدك في إقناع الوالدة التي ينبغي أن تشكر على مشاعرها الطيبة وحرصها على سعادتك، ولكنها تخطئ طريق السعادة حين تظن أن السعادة تكون بالإسراف والمباهاة والتفاخر، وأرجو أن تعلم الوالدة كذلك أنك سوف تحتاجين لكل درهم مستقبلا، وأنه لا خير في الإسراف، وأن المبذرين من إخوان الشياطين، وحبذا لو زدت في برك وإحسانك لوالدتك، وحاولي الاقتراب منها، وشرح ما عندك من ميل ورغبة في الارتباط بالشاب الذي نتمنى أن يبدأ هو الخطوة الأولى.
وعليك بتقوى الله، وكثرة الدعاء، والتضرع إلى من قلوب العباد بين أصابعه، واشغلي نفسك بطاعة الله وبمساعدة المحتاجين من عباد الله؛ ليكون الله في حاجتك، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكرا لك تواصلك وسؤالك، ونسأل الله أن يحقق لك في طاعته مرادك، وأن يلهمك رشدك ويحسن حالك.
وبالله التوفيق والسداد.