السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزيتم خير الجزاء على هذا الموقع الرائع.
المشكلة التي تعاني منها صديقتي، تقول عنها:
أعاني من تأتأة شديدة عند قراءتي لدرس أو آية أو كلمات، أو حتى عند الإجابة أمام المعلمة، وينتابني خوف ورعشة في جسدي عند وقوفي للقراءة أو الإجابة، وقد حاولت مرارا وتكرارا أن أتكلم بثقة، لكنني لم أستطع! مع العلم أنني عندما أقرأ وحدي في البيت، فإنني أتكلم بطلاقة شديدة.
وهذه الحالة بدأت معي منذ ثلاث سنوات، حيث كنت أتحدث بطلاقة أمام المعلمة، وكنت أشارك دائما في الإذاعة المدرسية، لكن لا أعرف لماذا يحدث هذا معي!
أنا الآن في مرحلة الثانوية العامة، وأرجو أن أجد عندكم الحل، جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مشكلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتأتأة المكتسبة تكون ناتجة عن القلق والتوتر الداخلي، وبالنسبة لصديقتك فهذا نوع من التأتأة الثانوية؛ حيث أنها لم تنشأ معها منذ الصغر، ويعرف أن البنات أكثر طلاقة في الحديث من الذكور، كما أن التأتأة تقل وسط البنات بصفة عامة.
بالنسبة لصديقتك هي في حاجة لتمارين استرخاء، وتمارين الاسترخاء يمكن أن تستعيني بإحدى الأخصائيات النفسيات في البحرين، وسوف تقوم الأخصائية النفسية بتدريب صديقتك على كيفية القيام بهذه التمارين، كما أنه توجد الكثير من الأشرطة والكتيبات في المكتبات.
الجانب الثاني هو أن تتعلم صديقتك بأن تأخذ نفسا قبل الحديث.
ثالثا: عليها أن تبني خيالا بأنها تتحدث أمام مجموعة كبيرة من الناس، وذلك حين تكون جالسة لوحدها، ويمكنها بالفعل أن تحاول أن تتكلم بصوت مرتفع وببطء، عليها أن تكرر هذا التمرين، وعليها أيضا أن تحدد الأحرف أو الكلمات التي تجد صعوبة في نطقها وتختار كلمات تبدأ بهذه الأحرف ثم تكرر هذه الكلمات عدة مرات.
هنالك أدوية مضادة للقلق تساعد كثيرا في زوال التأتأة، منها العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، يمكن لصديقتك أن تبدأ في تناوله، وجرعته هي نصف مليجرام، حبة واحدة مساء لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم التوقف عنه.
إن شاء الله بثقتها في نفسها وتطبيق التمارين السابقة وتناول الدواء الموصوف ومقابلة الأخصائية النفسية؛ سوف تجد إن شاء الله أنها قد تخلصت من هذه التأتأة، وعليكم أيضا إعطاءها الثقة في نفسها، وألا تكون محط سخرية من قبل الآخرين.
كنصيحة أخيرة: يوجد أخصائيو التخاطب في الكثير من المستشفيات، وأنا على ثقة أنهم موجودون في البحرين، فيمكن لهذه الصديقة أيضا أن تستعين بأحد أخصائيي التخاطب، وإن كنت أرى أن التنفيذ لهذه الإرشادات السابقة سيكون كافيا.
وبالله التوفيق.