السؤال
أنا مهندس كهرباء، تعرفت قبل أربع سنين بفتاة أصغر مني بسنة، وأعجبتني وتقدمت لها إلا أن ظروفا صعبة أجبرتني على الابتعاد عنها، لكنها ظلت ببالي إلى أن تقدمت لها بحماس قبل أربعة أشهر، ووافقت ولكنها حملتني طلبات كثيرة ومهرا غاليا فوق طاقتي، ولكنني وافقت.
وظلت خلال هذه الفترة تعاملني معاملة غير لائقة من خطيبة لخطيبها، من ألفاظ جارحة وكلام ممل! فصبرت؛ عسى أن تتغير، وعقدنا واتفقنا على الدخول تحت سقف واحد بعد ستة أشهر، ولكنها الآن وقد مضت ثلاث أشهر على العقد تعاملني معاملة سيئة جدا! ولا تحترم أهلي وتجرحني، ويوميا تزيد من طلباتها وتحملني فوق طاقتي.
عندما أتكلم معها في الهاتف تصيح في وجهي، وغالبا تقفل السماعة بوجهي، وعندما أزورها تنعتني بصفات حدث ولا حرج، والآن وصلت مرحلة أكره رؤيتها فيها، وأكره سماع صوتها، والأهل يلومونني على الفتاة التي انتظرتها أربع سنوات.
لا أعلم ماذا أفعل! قدمت الكثير لها ولا أستطيع أكثر من هذا! أفكر أن أمنحها فرصة أخرى، لكني بالفعل بدأت أكرهها ولم أعد أرغب بالاتصال بها، فأرجوكم، انصحوني ماذا أفعل؟ أريد الانسحاب، فكيف أبدأ الخطوة الأولى؛ لأني أخجل من أهلها، وهم يحترمونني، فأرجوكم، أريد نصيحتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آرام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا بد أن تعرف هذه المرأة حدودها، وتقدر ظروف زوجها وتحترم أهل الزوج، وقد أسعدني احترامك لمشاعر أهلها الطيبين، وأرجو أن يعرف العقلاء من أرحامها ما تعيشه من معاناة في تعاملك مع ابنتهم، وحبذا لو رسمت لها معالم الطريق الذي تريد أن تسير عليه، والثوابت التي لا بد أن تراعيها.
ولا يخفى عليك أن هذه المواقف لا تبشر بخير، فكن حازما وحاسما قبل أن تكمل مراسيم الزواج، فإن علاج تلك النقاط سهل في البداية.
ولا مانع من إعطائها فرصة بعد وضع النقاط على الحروف، فإذا استطاعت أن تغير من تصرفاتها واعترفت بأخطائها، وجددت عندها بوادر الاستجابة، فأكمل معها المشوار، وتوكل على ربك القهار، واعلم أن الإسلام دعى لاحترام الأصهار، وأكثر من الصلاة والسلام على رسولنا المختار.
وأرجو أن تعلم هذه المرأة أحكام الإسلام والأشياء التي أمر بها الزوجة، ومن الضروري أن تتأكد من صلاتها وطاعتها لربها، ونتمنى أن تتذكر ما عندها من الإيجابيات وتتخذها مدخلا إلى نفسها.
واحرص على أن تكون قدوة حسنة لها بالتزامك بأحكام الشرع، ومن الضروري تقدير ما جبل الله عليه النساء من الضعف، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وانتبه لوصاياه عليه الصلاة والسلام بالنساء، لأنهن خلقن من ضلع أعوج، وأن الرجل لا بد أن يستمع بها مع تحمله لما فيها من العوج والنقص والخلل.
ولا شك أن الرجل يملك الطلاق، ولكن الطلاق الناجح هو ما كان بعد محاولات للإصلاح، وبعد دراسة متأنية للعواقب والبدائل.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وبالله التوفيق والسداد.