السؤال
كنت أدرس في الجامعة مع شاب، وبعد انتهائنا من الدراسة تواعدنا على الزواج، وأن ينتظر كل منا الآخر إلى أن يكون نفسه، فقبلت لما أعرفه عنه من التزام وطموح وأخلاق عالية، وأعلم أنه علي أن أنتظر طويلا، لكن مواصفات الزوج الصالح التي أتمناها أجدها فيه، فهل هذا التواعد فيه إشكال؟ وأريد أن أعرف كيف يمكننا التواصل بطريقة شرعية؛ حتى يعرف كل منا أين وصل الآخر؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وليس من مصلحتكما إخفاء العلاقة عن أسرتكما وأهل الصلاح، ونسأل الله أن يجمعكما بمنه وفضله إنه كريم فتاح، ومرحبا بك في موقعك ومع آباء وإخوان يتمنون لك الخير والتوفيق والفلاح.
ولقد أسعدتني رغبتك في أن يكون التواصل بينكما على أسس شرعية وضوابط مرعية، وأقترح عليكما إعلان هذه الرابطة، وذلك بأن يتقدم ذلك الشاب، ويطرق الباب ويعرض رغبته على أهلك؛ لأن في ذلك ضمانا لكما حتى لا يكون الانتظار للسراب، فإنه لا يخفى على الشباب حال بعض الأسر مع أبنائهم الطلاب، فربما حددوا للفتاة خطيبها ولم يبق أمامهم إلا الكتاب، وقد يحصل مثل ذلك أيضا مع الأولاد.
وإذا تمت الخطبة فهي وعد بالزواج، ويمكن عند ذلك السؤال عن الخطوات الأخرى تحت سمع وبصر الأهل، مع أننا لا نفضل الدخول في التفاصيل وإطالة الجلسات وكثرة الزيارات لأن ذلك يعرض العلاقة للفتور، ويدخل أهل الفتاة في الحرج والخوف، وقد يوقع التوسع في العلاقات في بعض المخالفات وهذا هو الخطر: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].
وليس في الاتفاق الذي حصل بينكما إلزام لأي من الأطراف ولكن الخطبة لون من الرباط الذي يدل على صدق الرغبة وإعلان العلاقة حتى يفرق الناس بين الأخيار والفساق، وكم تمنينا أن تحرص فتياتنا على إشراك الأهل في الاختيار ولو من باب العلم فقط، ولن يعدم الشاب والفتاة نصحا وخيرا إذا أطلعوا أسرهم منذ البداية لأن الولي هو مرجع الفتاة إذا مات زوجها أو فارقها، كما أن الشاب مأمور بأداء حق والديه مع حق زوجته، ومما يعينه على ذلك أن ينال موافقة الأهل على مخطوبته.
ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير.