السؤال
السلام عليكم.
أنا عاشقة لشاب من بلد آخر، يعني لا نخرج ولا نتقابل بما أنني مسلمة وأخاف الله تعالى، لكني أتكلم معه فهل أنا مخطئة؟ وأنا متأكدة منه، وهو يحبني وسوف نتزوج بعد سنة، وأهلي يرفضون الخطبة، وأنا بحاجة كي أتعرف عليه وعلى مفهومه للحياة، ومن خلال الاتصال الدائم فأنا الآن أعرفه جيدا بفرحه وحزنه، وأنا حائرة!
وهل من حقي أن أختار شريك حياتي بنفسي؟ أنا أحس بالضياع.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أمر الموافقة على شريك الحياة بيد الفتاة، ولكن ليس من مصلحتها أن تختار الشريك وحدها؛ لأن الرجال أعرف بالرجال، والرجل الخاطب يحتقر المرأة التي يجدها سهلة والتي تجري خلفه، ويحترم الفتاة التي لها حياء وأولياء يصونونها ويخافون عليها.
وأرجو أن تعلمي أنك لن تتعرفي إلا على الجوانب الحسنة فقط من شخصية الشاب؛ لأنه سوف يخفي عنك العيوب، ولن يظهر لك إلا ما تحبين من الصفات والكلمات، والمرأة تخدع بالكلمات اللطيفة، وتضعف إذا قابلها من يثني عليها (والغواني يغرهن الثناء).
وقد ثبت للباحثين أن أكثر الزيجات عرضة للفشل هي التي قامت على علاقات عاطفية قبل الزواج، ودون وجود روابط شرعية؛ لأن الشيطان الذي يحرض على العصيان هو الذي سوف يأتي غدا ليهدم البنيان، وذلك يغرسه للشكوك والظنون والأوهام.
فاتقي الله في نفسك، وحافظي على عفتك وحيائك، واطلبي من كل راغب أن يأتي بيتكم من الباب، وأن يحرص على اتباع السنة والتمسك بالكتاب، فإذا جاء الشباب وتقدموا لطلب يديك فعند ذلك يكون الأمر بيدك، فاقبلي بصاحب الدين والأخلاق، وقدمي الجوهر على المظهر، وحاولي أن تتعرفي على وجهة نظر أهلك، وشاوري أرحامك، وصلي صلاة الاستخارة، فلن تخيب من تستخير وتستشير وتتوكل على القدير.
واعلمي أن الضياع ليس في الانتظار، ولكن الضياع والخسران في تأسيس العلاقات مع الشباب دون علم الأهل والجيران، فلا تستعجلي رزقك، وسوف يأتيك ما قدر لك.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من الشيطان وشركه، وأن يحفظ ويسدد خطاك.
وبالله التوفيق والسداد.