فتاة تريد الارتباط بمن توافقت معه نفسياً واجتماعياً لكنه لم يكون نفسه بعد

0 222

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
أنا فتاة عمري 22 سنة وأدرس بالسنة الثانية بالجامعة، قبل أيام تقدم لي للزواج طالب تخرج من الجامعة في السنة الماضية، وهو طموح وملتزم وذو أخلاق عالية، ويوافق أغلب متطلباتي، وهناك توافق تعليمي اجتماعي ونفسي بيننا!

لقد تكلم معي بمنتهى الأدب والجدية، وأخبرني برغبته وقد وعدته بالتفكير في الأمر، وقد أعجبني فيه أنه منذ أن تكلم معي في الأمر لم يتصل بي أو يطلب الكلام معي؛ ليتركني أفكر في الاختيار بمنتهى الحرية، وحتى كتابة هذه السطور لم أجبه لأن العائق الوحيد أمامي هو أنه لم يكون نفسه بعد، ولابد لي من انتظاره لسنتين أو ثلاث؛ حتى يكون نفسه!

هو الآن يدرس في أحد المعاهد، وأنا حائرة! فقد وجدت أنه إنسان من الصعب أن أجد مثله، وفي نفس الوقت هل سيوافق والداي على علاقة طويلة؟! مع العلم أننا ملتزمان، وحتى لو طالت المدة فسنراعي حدود الشرع، ونتحاشى ما يغضب الله؛ خصوصا أننا لا ندرس في نفس المدينة، وبالتالي ففرص اللقاء بيننا غير متاحة، وأيضا أنا غير مستعدة للزواج قبل عامين على الأقل، وأميل للقبول بهذا الشخص غير أني لا أريد أن أتسرع، فأشيروا علي من فضلكم! لأن رأيكم سيعينني كثيرا في أخذ القرار، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فماذا تريد من وجدت شابا صاحب دين وأخلاق وطموح، ومناسب لها من كافة الجوانب، وهناك تقارب وتشاكل ووجد عندها قبولا، فاستخيري يا أمة الله، واستشيري أرحامك ثم توكلي على ربك، واقبلي به، فإن صاحب الدين عملة نادرة، فكيف إذا اجتمع مع الدين ما ذكرت من الصفات.

واعلمي أن الدنيا تذهب وتجيء، وأن طعام الاثنين يكفى الأربعة، وتيقني أنه سبحانه تكفل بالأرزاق ووعد طالب العفاف بأن يبدل فقره إلى غنى، فقال سبحانه: (( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ))[النور:32] وقد فهم السلف هذا المعنى العميق فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).
وإذا كنت غير مستعدة للزواج قبل عامين، فما هو الداعي للتفكير بهذه الطريقة؟ ومن هنا نقترح عليك أن تدلي هذا الشاب على باب داركم حتى يتعرف على أسرتك ويقدم نفسه إليهم وبطلب يدك، حتى يضع الأمور في قوالبها الشرعية، ولا تستعجلي الشيء قبل أوانه، فإن الفرصة كبيرة أمامه لإعداد نفسه بحول الله وقوته.
وهذه نصيحتي لك بتقوى الله والحرص على رضائه، وأتمنى أن تشرعي في خطوات عملية، فإن الفرص لا تنتظر المترددين، والعبرة في الزواج بالقبول والرضا بعد الدين، (والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وليس المال شرطا للسعادة، لكن طاعة الله توصل إلى الراحة والسعادة.

ولا يخفى عليك أن قيمة الفتاة ترتفع جدا عند خطيبها عندما تطلب منه أن يطرق الباب، ولا يكلمها إلا بعلم الأهل والأحباب، وترتفع قيمتها عند الله، وتزداد ثقتهم فيها أيضا، والأهم من كل ذلك هو نيل رضوان الله، وقد أسعدتني روح الخير التي عندك والتي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يلهمك طاعته في كل الأحوال، ومرحبا بك في موقعك وكلنا لك أب وأخ وعم وخال.

وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الكبير المتعال، وحبذا لو كان ردكم على الشاب سريعا، فإنه في الانتظار، وإذا تمت الخطبة فكل شيء بعد ذلك سوف يهون بتوفيق الواحد القهار، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لكنها تمنح النفوس نوعا من الاستقرار والثبات وتوقف الطارقين للأبواب، وبعدك عنه سوف يدفعه للإسراع، وفيه عون لكما على طاعة الله والتمسك بآداب دينه والاتباع.

ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات