كيفية تربية ابنتي التي أتركها عند أمي بحكم عملي

0 389

السؤال

السلام عليكم

لدي طفلة بعمر 6 أشهر، أتركها مع أمي تقريبا طول اليوم لأن عملي يضطرني أن أبقى خارج البيت بحكم بعده، لا أستطيع ترك العمل لأن أمي ليس لها من يعولها دوني، وإخوتي في السجن، أسأل الله لهم التوبة والاعتدال.

سؤالي هو أنني أخاف على ابنتي كثيرا، لأني أريد أن أربيها تربية حسنة على أسس ديننا الحنيف، فأولاد إخوتي لا تراهم ينظرون في التلفاز إلا للأغاني الساقطة والأفلام الماجنة - ولا حول ولا قوة إلا بالله - وأنا لا أستطيع الكلام كي لا يقولون إني أتحكم، لأنني أنا من يصرف، لا أدري ماذا أفعل؟

أختكم في الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن حاجة أبناء إخوانك إلى الهداية مقدمة على حاجتهم إلى الطعام، وقد أحسنت بالمساعدة في أطعامهم والإنفاق عليهم، وأرجو أن لا تقصري في توجيههم، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: (حاجة الناس إلى الدين أكثر من حاجتهم للطعام والشراب)؛ لأن فاقد الطعام والشراب يموت، ولكن فاقد الدين يموت ويدخل النار، وقد قيل: حاجة الناس إلى العلم الشرعي أكبر من حاجتهم للطعام والشراب؛ وذلك لأن الإنسان يحتاج للطعام والشراب في أوقات محددة لكنه يحتاج للعلم في كل لحظة، فلا تقصري في نصح أبناء إخوانك وليكن ذلك بلطف ورفق وحب.

نسأل الله العظيم أن يرد إخوانك إلى صوابهم وأن يفرج ما بهم، وأن يعينكم على حسن التوجيه والتربية لأولادهم.

أما بالنسبة لابنتك، فأرجو أن تجعلي لها جزءا من وقتك عندما تعودي للمنزل وفي العطلات، وأرجو أن تشعر بحبك واهتمامك، ولا أظن أن القبلة الحانية واللمسة اللطيفة فيها صعوبة عليك، فلا تحرمي طفلتك من الإشباع العاطفي.

حبذا لو وضحت لوالدتك الأشياء التي ترغبين في تربية ابنتك عليها، وإذا لاحظ الأطفال تركيزك على الفضائل استفادوا من ذلك؛ لأن حب الخير فطرة وأصل، ونحن نتمنى الاجتهاد في توفير بدائل مناسبة مثل الألعاب التي تنمي الذكاء وأشرطة الفيديو النافعة وقناة المجد للأطفال، وغيرها من المواقع النافعة مثل موقعك الذي نشكرك على اختيارك له، وسوف يجد الأطفال ما يعجبهم ويسعدهم ومرحبا بك بين آبائك والإخوان.

أرجو أن يعلم الآباء والأمهات أن أولادهم ينتفعون غدا لخوفهم وطاعتهم لرب الأرض والسموات، قال تعالى: (وكان أبوهما صالحا) [الكهف:82].

احرصي على اللقمة الحلال، واعلمي أن الطعام هو بذرة الفعال، وأن الرزق الحلال مما يعين على صلاح الحال، ووجود قرة العين في العيال، فراقبي صاحب العظمة والجلال، وأكثري من الصلاة والسلام على كريم الخصال.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات