السؤال
أنا متزوج ولدي ثلاثة أولاد وأحس بعدم الرغبة في الاستمرار مع زوجتي، وأفكر في التي كنت أحبها وهي متزوجة لدرجة أني حين سمعت بخبر زواجها كدت أموت من سماع الخبر وحزنت حزنا شديدا، فأنا نادم على تركها، أحس بأني ضائع ليس لي هدف!
أفيدوني، ما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاتق الله في نفسك وفي تلك المرأة التي أصبحت زوجة لغيرك، فإنه لا يجوز لك أن تفكر في امرأة لها زوجها، وأعتقد أنها لا تبادلك المشاعر، ولم تكن تهتم بميلك لها، وقد رضيت بغيرك، ولا خير في ود يجيء تكلفا، والعاقل ينسى من أهملته، فكيف إذا أصبحت زوجة لغيره.
وإذا أخرجت من قلبك المشاعر المحرمة رزقك الله الحب لزوجك الحلال؛ فراقب الكبير المتعال، واعلم أن من علامات الفتن أن يتعلق الإنسان بغير الله، وأن يكون حبه مخالفا لهدي الشرع، فاسأل الله أن يخرج حبها من قلبك، وأن يعمره بالإيمان والمراقبة لمالك الأكوان.
ولا يخفى عليك أن تحديد الهدف هو أول خطوات النجاح، بعد توفيق الكريم الفتاح، ولابد للعاقل أن يتذكر عند وضعه للأهداف الغاية التي خلق لأجلها، فإن الله تبارك وتعالى يقول: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))[الذاريات:56] ومن الضروري أن تكون كل الأهداف موافقة للشرع، وكذلك الوسائل التي تحققها.
كما أرجو أن تكون أهدافك خادمة للغاية التي خلقت لأجلها، وينبغي أن تكون الأهداف مناسبة لقدراتك ومتدرجة وممكنة التحقيق وليس فيها ضرب من الخيال.
فتعوذ بالله من الشيطان، وتذكر إيجابيات زوجتك، واطرد عن نفسك الشيطان بكثرة الذكر لله، واعلم أن علاقاتك المحرمة لن تكون بديلا للزوجة الصالحة العفيفة التي اخترتها من بين النساء، وتريد الآن أن تجعلها أسيرة حزينة وقد حبست نفسها عليك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر، فإن العاقبة للصابرين، وأقبل على زوجتك وأعطها حقها، واطلب منها الاهتمام بزينتها وبيتها، ونسأل الله أن يغنيك بالحلال عن الحرام، وأن يعينك على الصلاة والصيام، وأن يلهمك كثرة الصلاة والسلام على رسولنا سيد الأنام.
وبالله التوفيق.