السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت على علاقة مع بنت في الجامعة وكنت أكلمها بالهاتف، وكان من فضل الله تعالى علينا أن تبنا إلى الله، وقطعنا العلاقة بيننا نهائيا، وأنا الآن ( إن شاء الله ) ملتزم، أما هي فقد لبست الخمار وهي تدرس معي في نفس القسم، وقد لاحظتها على أشد الالتزام والستر، حيث كنت أراقبها كل تلك الفترة.
ونويت أن أتقدم لخطبتها لأني ( حسب رأيي المتواضع ) أنسب واحدة لها لأننا أخطأنا سويا وتبنا سوية، إلا أن أهلي رفضوا الموضوع بدعوى أن للمجتمع علينا حقا، ولأن الطلبة الذين يدرسون معنا قد علموا بعلاقتنا سابقا؛ لذا فمن العيب أن أتزوجها، وأنا الآن في حيرة من أمري، من جهة لا أستطيع أن أعق والدي ومن جهة أنني متعلق بها وأراها أنسب واحدة لي وأقرب كذلك لأني وباختصار ( أحبها حبا جما).
أود أن ترشدوني مشكورين وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قيل: (إن أولى من شاركك الطاعة من كان معك في المعصية) مع ضرورة أن تتأكد من صدق توبتها ومن خلو قلبك من الشكوك والظنون؛ لأنها ستتحول حياتك إلى نكد وكدر، أما إذا كنت واثقا منها ومتأكدا من عفافها، خاصة وقد راقبتها -وما كان ينبغي أن تفعل- فلا مانع من الارتباط بها، مع ضرورة الاجتهاد في إقناع الأهل، ونيل موافقتهم، مع ضرورة عدم إخبارها بمواقف الأهل وأسباب الرفض؛ فإن هذا أمر يخصك وحدك، وتلك تفاصيل ليس من مصلحتها الاطلاع عليها.
وحبذا لو اجتهدتم في طي صفحات الماضي، وتركتم الحديث عنها وانشغلتم بالحسنات الماحية، فإن في تذكر تلك الأيام سبب للإحباط واليأس، وليس من مصلحة الإنسان تذكيره بذنوبه، ولا ينبغي أن نعيره بها إذا تاب منها، ولكن من مصلحته أن يتذكرها في سره إذا كان ذلك سوف يدفعه لتجديد التوبة وتكرار الندم على التفريط، مع حرصه على تعويض الخلل والنقص بأعمال جديدة وحسنات كثيرة.
ونحن ننصحك بصلاة الاستخارة، ثم بمشاورة أهل الخبرة والدراية، ثم بالتوجه إلى من يملك التوفيق والهداية، واعلم أن التأني مطلوب، وأن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا.
وعليك بتقوى الله والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وابن حياتك على الثقة والخير، وقدم رضوان الله وطاعته، وتجنب المعاصي؛ فإن لها شؤما وآثارا مدمرة.
ونسأل الله أن يسهل أمركم وأن يغفر ذنبكم، وبالله التوفيق.