السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستفسر عن الكريمات التي تحرق الدهون، فأنا أعاني من دهون في منطقة البطن فقط، فهل تنصحوني بنوع معين من الكريم الذي يحرق الدهون في هذه المنطقة؟
مع العلم أني مارست الرياضة وحصلت على فائدة بسيطة فقط.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن عملية التخلص من الدهون التي في البطن هي ليست ببساطة أن ندهن كريما وتنتهي الدهون، ولكن أبعد من ذلك بكثير، فأولا: ما هو وزنك؟ وما هو طولك؟ وهل هناك بدانة أم لا؟ وما هي حالتك الصحية بشكل عام؟ وما هي نشاطاتك الفيزيائية العضوية اليومية؟
فإن كنت بدينا فاعلم أن من أهم أسباب السمنة عدم التوازن بين الوارد أو المأكول من الغذاء، وبين الصادر أو المستهلك منه، أي مهما قل الأكل فإن الإنسان قد يزداد وزنه إن لم يحرق ما تناوله (وإنه وإن كان رياضيا يجري ويلعب ولكنه يتناول الكثير من السكريات حتى ولو كانت خبزا، فإن هذا الجهد قد لا يكون قادرا على حرق ما تناوله فيزداد وزنه أيضا).
ولذلك فإنه من الضروري جدا أن نعلم أن الهدف من الحركة والرياضة هو ليس إنقاص الوزن، وإنما التحول من الخمول إلى اللياقة، وكذلك تحويل الكتلة الدهنية العاطلة المحمولة إلى كتلة عضلية فاعلة، أي صحة بدل كتلة، فهل يستطيع كريم أن يحقق ذلك؟
كذلك، فإنه ينبغي أن يقوم الإنسان عن الطعام قبل أن يشبع، أي ألا يأكل إلى حد الامتلاء، وهذا من السنة، كما يفضل تناول الوجبات الخفيفة والعديدة بدل الوجبة الواحدة الكبيرة، ولا ننس أنه يجب التخفيف من المشروبات الغازية التي تعطي الكثير من الحريرات، والتي يصعب استهلاكها مع أنها تبدو للعين أنها صغيرة، ولكنها كالقنبلة مليئة بالحريرات.
هناك بعض الأدوية التي تفقد الشهية، ولكننا لا ننصح بها لثبوت ضررها؛ لأنه كما ذكرنا ليس الهدف هو إنقاص الوزن بل هو اللياقة (أيهما أفضل شكل نحيل وضعيف، أم شيء من البدانة والقوة واللياقة والحياة السعيدة بسبب القدرة على القيام بالمتطلبات الحياتية دون عجز؟)
وعلينا أن نذكر أن الأدوية الحديثة، مثل الكزينيكال والكيتوزان، فقد تفيد، ولكن قوة الإرادة بتجنب المواد الدسمة والسكريات والتوازن في الحمية أولى من التعرض لهذه الأدوية وكلفتها، وهذا أيضا يندرج على الكريمات.
ونترك التداخل الجراحي والشفط، لما بعد المحاولات الجادة والمخلصة المخفضة للوزن، وهذه العمليات هي أيضا مكلفة، ولا تخلو من توابع، ونكرر الصحة الحقيقية أفضل من الصحة الشكلية.
وأما عملية ربط المعدة، والتي تصغر من حجمها، فيشبع الإنسان بسرعة، فهي فعالة جدا لو طبقت بدراية وخبرة، ومن الممكن أن تنزل نصف الوزن خلال شهور، ولا تخلو هذه العملية من أضرار أو على الأقل التزام قد يكون مزعجا لصاحبه، وتعتبر هذه العملية من الإجراءات بعد العجز وليست الاختيار الأول .
وننصح بعدم النوم بعد الأكل مباشرة خاصة بعد الوجبات الدسمة؛ لأن ذلك يخزن الطاقة التي في الطعام.
في كل حالات السمنة المعندة يفضل تحليل الهرمونات، والتأكد من عدم وجود سبب هرموني للبدانة كنقص الدرق، أو اضطراب المبيض والمبيض متعدد الكيسات.
وعلينا أن نعلم أن الرياضة الخاصة بالموضع الذي نريد إنقاص الدهون منه تعتمد على حركة العضلات تحت هذه الدهون، مما يؤدي غلى حرقها، والمقصود هو التأكيد على تمارين الموضع المراد علاجه، هذا بالإضافة إلى الرياضة العامة لكل الجسم.
ولتعلم أخي الكريم أن السمنة الموضعة التي عندك هي ليست دائمة، ومعنى ذلك أن النسيج الشحمي الدهني هو حي متبدل، وبإمكانك التخلص منه من خلال الطريقين الأساسيين اللتان ذكرناهما أعلاه وهما الحمية والرياضة.
فأما الحمية بتقليل المواد الدهنية، وأخذ سعرات حرورية أقل مما تأخذه حاليا، والتدرج في الحمية إلى أن تصبح حمية شديدة تدريجية، ويجب من خلال هذه الحمية تجنب الدهون والببسي والسكريات، والإقلال من الخبز والكعك والكاتو والشوكولاته، وهذا ضروري جدا.
وأما الرياضة، فمن قواعد ممارستها أن تبدأ بها خفيفة، وتزيدها تدريجيا، وهناك بعض الكتب التي تعطي تفاصيل مصورة لتمارين هذه المواضع التشريحية.
إن الدأب والاستمرار والمحافظة على الحمية والرياضة كفيل ببقاء التحسن وبزيادته وأما الملل وعدم الاستمرار فمصيرهما الفشل.
وأخيرا: فإن الحمية والحركة، والتوازن بينهما، وتجنب المأكولات المؤدية للبدانة كالمشروبات الغازية، ونفي الأمراض الداخلية، غالبا ما تكفي، وبعدها نفكر بالكريم أو بالدواء أو بالجراحة أو الوسائل الأخرى، والتي نعتبرها طرق العاجزين لا طرق الأصحاء الأقوياء.
والله الموفق.