كيفية التغلب على مشاعر الاغتراب والتعامل بإيجابية مع الوضع؟

0 467

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أنا شاب موجود في الغربة بمفردي منذ حوالي عشرة أشهر، وكل هذه المدة أشكو من الوحدة، حتى زملائي في العمل لا أستطيع أن أنسجم معهم لاختلاف الجنسيات واللغة؛ ولكن ليست هذه المشكلة، فالحمد لله الذي صبرني وآنس وحدتي في غربتي، ولكني بدأت أخرج عن شعوري، ففي بعض الأحيان وبعد انتهاء الدوام أجد نفسي لو كنت وحدي في الغرفة أهلوس بكلام مع نفسي حتى أخرج نفسي من وحدتها ومللها (مثلا: أردد قفشات مضحكة من الأفلام وأضحك عليها بنفسي، أو ممكن أن أصرخ بصوت عال وهكذا أو أبكي). فهل هذا طبيعي؟

أرجو الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي الفاضل: مثل هذه المشاعر هي حقيقة جلسات خاصة مع النفس ينقطع فيها الإنسان لنفسه، وربما تحدث له تفاعلات لا تخلو من الغرابة بعض الشيء كالذي يحدث لك.

أخي: مفهوم الغربة قد تغير الآن كثيرا، والإنسان قد يبتعد عن أهله ولكن الحمد لله أنت تعيش في دولة مسلمة، فأنت هنا في دولة قطر وفيها الكثير من الخير، ويمكنك أن تتواصل مع الإخوان ومع الأصدقاء، وأن تذهب إلى المسجد، وأن تحضر حلقات التلاوة، وأن تكون متواصلا، ويمكنك أيضا أن تشاهد التلفاز، وهنالك قنوات نافعة جدا فيها الكثير من البرامج الجيدة.

إذن يا أخي المفترض هو أن تخرج نفسك من أي قوقعة نفسية تكون قد فرضتها على نفسك..

أرجو أن تنظم وقتك، كأن تمارس أي نوع من الرياضة، وتزور الإخوان والأصدقاء..
هذه إن شاء الله كلها فيها خير كثير، كما يمكنك القراءة، والكتاب صديق ممتع جدا، وعليك ألا تجلس مع نفسك وتتذكر الهواجس، أو تتذكر – كما قلت – بعض المناظر والأشياء المضحكة في بعض الأفلام وتقوم بتذكرها.

هذا الصراخ بصوت عال وهذا البكاء هو نوع من التفاعل النفسي الذي يمكنك أن تتحكم به، قل مع نفسك: (هذا أمر سخيف لن أمارسه، أنا إن شاء الله بخير، أنا في صحة جيدة، أنا يمكن أن أستبدل هذه المشاعر بمشاعر مخالفة).

أخي: إذا كان القلق يسيطر عليك لدرجة كبيرة، فيمكنك أيضا أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدا المزيلة للقلق، وهنالك دواء يعرف باسم موتيفال، يمكن الحصول عليه من الصيدليات بدون وصفة طبية، وهو دواء رخيص وغير مكلف والحمد لله، ويمكن أن تتناول الموتيفال بمعدل حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.

أرجو أن تستثمر وقتك، وأرجو ألا تفكر أنك في غربة، فالتواصل الآن أصبح سهلا، وأنت والحمد لله هنا بين إخوتك، ويمكنك أن تستثمر وقتك وتخرج من العزلة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات