السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعرف كيف أسيطر على هذا الخوف الذي ينتابني عندما أتعرض لموقف فيه عراك أو تهديد بالعراك ( المضاربة أو التهديد بها )؟ ربما ذلك عائد إلى كوني جبانا؟
لكنني مللت من خوفي وجبني حتى فكرت في التخلص من وظيفتي أو حياتي بسبب كرهي لضعف شخصيتي .
أرجو من لديه الإجابة عن تساؤلاتي أن يدلني على الطريقة التي أتخلص بها من هذا الخوف (هل كتب علي أن أعيش في هذه الحياة جبانا ) ؛ علما أنني لست مصابا بالخجل مثلا فلدي القدرة على الحديث مع الآخرين، لكن في الماضي كنت أعاني من مشكلة الاكتئاب، وكنت أخجل من الحديث مع الناس، بل كنت أعتقد وأنا صامت أن الناس يتحدثون عني بسخرية واستهزاء؛ ولكن والحمد لله تخلصت من هذا الأمر، لكن يبدو أن هناك بقايا لهذا الأمر (فالخوف من الدفاع عن النفس في حالة العراك بل وحتى الخوف من التهديد يصل إلى درجة الارتجاف، مما يجعلني سببا لسخرية الآخرين، ويصيبني بالخجل من نفسي واحتقارها، وكذلك كثرة النسيان فأنا أنسى كثيرا ).
هذه الأمور حسب اعتقادي الشخصي ربما تكون ما زالت موجودة لدي ولم أتخلص منها حتى الآن!، هل هناك طريقة للتخلص منها؟
أرجوكم الرد علي بأسرع وقت، وأنا في انتظار الرد على أحر من الجمر.
والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد أن أبدأ بأن أسأل ما الداعي للعراك؟ لماذا يتعارك الناس، أو لماذا يدخل الإنسان في تهديد بالعراك؟! إن التشاجر والتخاصم وإلحاق الأذى بالآخرين أو بالنفس هو أمر بغيض، أنا أعرف تماما أنه ربما يعتدي عليك البعض، ولكن عليك بالتسامح، عليك بالتحاور، عليك بأن تكون متسع الصدر ومتسع النفس.
هذا الخوف الذي يأتيك ربما يكون رحمة بك؛ لأن العراك أصلا منهج مرفوض، لا تحسبه شرا يا أخي، نحن لا نريدك أن تكون شجاعا كي تتعارك، أنا أتفق معك أن الإنسان يحتاج إلى أن يحمي نفسه، ولا أرى أبدا أنك في الحقيقة جبان، أو أنك لديك ضعف في شخصيتك، أنت تفكر في هذا الأمر أكثر مما يلزم، كما أنك تريد أن توجه كل شحناتك وطاقاتك النفسية نحو أمر أصلا هو ليس من طبيعة الإنسان، ولذا يحدث هذا الخوف؛ إذن هنالك نوع من الرفض الذاتي النفسي للتشاجر والتعارك، فأرجو أن تعيد نظرك في هذا الأمر وتتعامل مع الآخرين بما هو أفضل.
ثانيا: أنا أشعر أنه لديك مشكلة بسيطة في شخصيتك وأنت قد ذكرت ذلك، شخصيتك هذه من النوع الإسقاطي، أي ربما تتصور أن الآخرين يستهزئون بك أو هنالك نوع من السخرية حين يتحدثون، وقد تولد عن ذلك نوع من الاكتئاب البسيط، هذه علة في الشخصية، بالرغم من أنك ذكرت أن هذا الأمر الحمد لله قد اختفى الآن، ولكن الذي أود أن أنصحك به أن تكون أكثر ثقة بالناس وأن تحسن الظن وأن تحسن التأويل، هذه إن شاء الله أمور طيبة.
أخي الفاضل! سوف أصف لك دواء يساعدك في القلق والتوتر والنسيان والانفعالات والاندفاعات، ولا يساعدك بالطبع من أجل أن تتعارك مع الناس فهذا لا أدعو له مطلقا.
هنالك دواء بسيط يعرف باسم موتيفال، سوف يساعدك إن شاء الله كثيرا، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك أنقص الجرعة إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقف عنه، هو دواء جيد وممتاز وبسيط، وإن شاء الله يزيل الاكتئاب البسيط ويزيل كذلك سوء الظن، ويحسن إن شاء الله من تركيزك، وفوق ذلك هو دواء – الحمد لله – ليس بمكلف.
عليك يا أخي أن تفكر مع نفسك أن تكون أكثر اتساعا للآخرين في تفكيرك، عليك أن تستوعبهم، عليك أن تحاورهم، عليك أن تعتمد المنطق والحجة فهي وسيلة لحل الخلافات مع الآخرين.
أخي الفاضل! سوف تستفيد كثيرا من ممارسة الرياضة، فهي تخرج الطاقات الشريرة في الإنسان، عليك أيضا بمصاحبة الأخيار، والتمثل بهم والاستفادة من إيجابياتهم، هذه إن شاء الله أمور سوف تساعدك كثيرا.
أنت الحمد لله بخير، عليك اتباع الإرشادات السابقة وسوف تجد إن شاء الله أن مشكلتك أبسط مما كنت تتصور، وأرجوك وأسألك ألا تتعارك مع الآخرين، وألا تفكر في العراك أو التشاجر مع الآخرين، كن متسامحا، وسوف تجد إن شاء الله نفسك أنك قويا وأنك أصبحت أكثر صبرا وأكثر تحملا وأنك لا تخاف من شيء في هذا الوجود.
وبالله التوفيق والسداد.