السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من الشيب المبكر منذ كان عمري 15 عاما، أما الآن فعمري 17عاما، وكان شعري قبل ذلك جميلا في لونه ومظهره ونعومته، وقد كان كل شخص يراني ينتابني إحساس أنه يكن لي الغيرة والحسد عندما يقول لي إن شعري جميل ومظهري بشكل عام.
أما السؤال ألثاني: أريد أن أقول أن شيبي أعتقد أنه ظهر لي بسبب الحسد - والله أعلم - ولكن راجعت بعض المختصين وقالوا إن جميع حالات الشيب بما فيها المبكر تبدأ من جوانب الرأس ثم تنتشر إلى وسطه، أما في حالتي الشيب ظهر في منتصف رأسي، ولا يوجد في جانبه شيب.
وأنا أطلب منكم علاجا لهذا المرض إن توفر، أو دعاء وما شابهه لمنع الحسد؟
وجزاكم الله عنا كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشيب من الناحية الطبية هو ابيضاض الشعر، وسبب هذا الابيضاض هو عدم قدرة الخلايا الملونة على صناعة لون كاف، وقد يكون ذلك تدريجيا أو جزئيا أو كليا، مبكرا أو متأخرا، ولا يعني أي معنى آخر وليس له قيمة من الناحية الطبية.
وفي مصطلح الرجال فالشيب ليس عيبا وليس عارا، بل هو الوقار كما قال الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار *** يا ليتها عيرتني بما هو عار
وقد ورد في المأثور من الأثر ومن الحكم ما قاله بعضهم معرفا الشيب بأنه: هو الزبد الذي يعلو بحر الحكمة، أي يدل على خوض الحياة ومعتركاتها واكتساب الخبرات، ولذلك ثمنه وهو الشيب.
ولا ننسى بأن هناك عائلات تشتهر بالشيب المبكر، وهذا قدرها، ولا يدل على انتقاص قدرها، أو وجود أمراض مخصصة في عائلتها.
كما يقال بأن الأهوال والخوف والقلق تهيئ وتزيد من الشيب، ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم: ((فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا))[المزمل:17]، أي تشيب الولدان من هوله.
ولابد أن تعلم بأنه لا يوجد علاج يوقف الشيب إلى الآن والله أعلم.
وإن أفضل علاج للشيب هو الصبغ، أو الظهور به والاعتراف به، فهو أريح الحلول، (لنكن بأنفسنا بعيدين عن التكلف ولنرض بما قسم لنا).
وبالله التوفيق.