السؤال
السلام عليكم..
أعاني من اكتئاب شديد وقلق وتوتر ووسواس قهري شديد منذ 8 سنوات، وأنا أحاول العثور على العلاج المناسب ولكن البعض يقلل الآثار والبعض الآخر لا يجدي.
أرجوكم أنقذوني فأنا ضائع وأعاني من الأعراض التالية:-
كراهية كل شيء حتى نفسي، الشعور بالضيق والقرف والتوتر الشديد والقلق العام، وضعف التركيز والنسيان والصداع وعدم القدرة على النوم، ولا أستطيع أن أفهم إلا بصعوبة، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق الشديدين، والخمول والكسل.
ومشكلة المشاكل هي الوسواس القهري لدرجة أني أكلم نفسي طوال الوقت.
بالله عليكم ماذا أفعل؟ ذهبت لكثير من الأطباء وجربت كثير من الأدوية مثل أنافرانيل، افيسور، بوسبار، تفرانيل، سوبرانيل، لكن أكثر الأدوية التي حققت معي بعض التقدم هي الزروكسات، والتى تعرف في (مصر) باسم باكستين، لكن أخذت حبة صباحا وأخرى مساء لمدة 6 أشهر، صحيح هناك تحسن لكن خفيف.
أرجوكم أنقذوني أنا شاب أبلغ من العمر 29سنة ولا أستطيع العمل، فأنا أشعر أني مصاب بشلل في التفكير والفهم.
السؤال الآن:
1- هل يمكن أن آخذ البروزاك مع الزاناكس خصوصا أني سمعت أنهما معا لهما تأثير قوي؟ وكيف أستخدمهما معا؟
2- هل لو أن سعر البروزاك غال بالنسبة لي أن أستخدم البروزاك البديل وليس الأصلي؟ وهل هو بنفس فعالية البروزاك الأصلي؟
أرجوكم أنقذوني وفقكم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد أن تعيش دائما على التفاؤل بالخير، ولابد أن نعرف جميعا أن الخير دائما ينتصر على الشر، فلا تكن متشائما، ولا تكن متطيرا، وصدقني أن هذه الأعراض مهما اشتدت على الإنسان ومهما أطبقت عليه يمكن التغلب عليها، أنا لا أقول لك ذلك من قبيل أن أطمأنك، ولكن من قبيل أن أجعلك تقتنع بالحقائق العلمية، ولكن هنالك متطلبات:
أولا: أن تثق أن هنالك علاجا.
ثانيا: أن تثق أن الإنسان يمكن أن يحسن من دافعيته من أجل التحسن، أي يكون لديه المزاج التحسني.
ثالثا: لابد أن يطبق الإنسان آليات التحسن، وآليات التحسن تقوم على التفكير الإيجابي، والتخلص من السلبيات، وأنت الحمد لله لديك أشياء كثيرة إيجابية، ولكن أنا أعرف تماما أن الاكتئاب وإطباقه جعلك تنساها وتتناسها ولا تفكر فيها كثيرا.
أؤكد لك تماما أن الخير منتصر دائما على الشر، وأؤكد لك أن التفاؤل والعيش بأمان مع النفس ومع الآخرين هو وسيلتنا لمواجهة كل الصعوبات التي في هي الحياة.
أنت جربت الكثير من الأدوية، ولكن صدقني أن هذه الأدوية مفيدة ويمكن أن تنتقل إلى مجموعات أخرى من الأدوية، ولكن الأدوية تتطلب الالتزام في الجرعة وفي الوقت وفي الكمية التي يجب أن يتناولها الإنسان.
أخي! أرجو أن تهيئ نفسك من الناحية السلوكية بأن تقاوم، الوساوس يجب أن نفكر في ضدها، يجب أن نحقرها، الأفكار السلبية الاكتئابية يجب أن نعرف أن هنالك بدائل إيجابية لها.
عليك أن تتخير الرفقة الطيبة، الصحبة التي تساندك وتأخذ بيدك وتشد من أزرك، هذه كلها آليات للتحسن ضرورية جدا، وأنت الحمد لله متخصص في تدريس اللغة الإنجليزية ويمكن أن توسع من مداركك ومن اطلاعك وتقوم بتحضير دراسات عليا، هذه كلها آفاق يمكن لك أن تحاولها وهي في نظري تساعد في التحسن النفسي لدرجة كبيرة.
بالنسبة للأدوية، هذه الأدوية متشابهة إلى درجة كبيرة، لا أقول أنها متطابقة لأن هنالك بعض الاختلافات فيما بينها، ولكن ما يناسب هذا الإنسان لا يناسب ذاك الإنسان، فإذن هنالك نوع من الاختلافات حسب البناء الجيني للناس.
الزيروكسات من الأدوية الجيدة والممتازة، والبروزاك كذلك من الأدوية الفعالة جدا، لا مانع أن تتناول البروزاك، أنا كثير الاعتقاد في فعالية البروزاك، والبروزاك التجاري الموجود في مصر جيد جدا وفعاليته لا تقل عن 90% من فعالية البروزاك الأصلي، وهو بالطبع أقل من ناحية الثمن.
إذن أخي توكل على الله وخذ البروزاك، ولكن لابد ان تلتزم بالجرعة، ابدأ بـ 20 مليجراما في الصباح، لا تأخذه مساء لأنه ربما يؤدي إلى اضطراب في النوم، خذه نهارا 20 مليجراما بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع هذه الجرعة إلى 40 مليجراما، هنا يمكن أن تتناول كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء، لا مانع بعد مضي الأسبوعين استمر على هذه الجرعة.
هنا يمكن أن تأخذ الزاناكس، لكن يجب أن نكون حذرين، فالزاناكس علاج جيد ولكن يتطلب الانضباط والحذر من التمادي في تناوله؛ لأنه دواء استرخائي ولطيف وهذا ربما يؤدي إلى التعود، أنا أريدك أن تتناوله بمعدل ربع مليجرام فقط ليلا ساعة قبل النوم لمدة ثلاثة أسابيع، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، هذا سوف يكون ترتيبا جيدا.
البروزاك يجب أن تستمر عليه باستمرار – أي 40 مليجراما – لمدة سبعة أشهر، ثم بعد مضي السبعة أشهر خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، هذا أخي سوف يفيدك إن شاء الله بجانب تطبيق الإرشادات السابقة.
يا حبذا أيضا لو مارست بعض الرياضة، الرياضة مفيدة جدا، ويا حبذا لو تفاعلت اجتماعيا بصورة أوسع، اجعل الرياضة رياضة جماعية، انضم إلى بعض الجمعيات الشبابية، احضر حلقات التلاوة، والحمد لله مصر عامرة بذلك، هذه أخي كلها آليات للتحسن، التحسن لا يقوم فقط على الأدوية، الأدوية جيدة ولكن لابد أن نكملها بالآليات الأخرى.
وبالله التوفيق.