السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

ألتمس منكم المساعدة في تشخيص حالة والدتي (62 سنة)، فقد ظلت تعالج لدى طبيب الصدر لمدة تزيد عن سنة ونصف من حساسية الصدر، ولما كانت حالتها تسوء بسبب صعوبة التنفس، تم عرضها على طبيب صدر آخر، فأوضح أنها غير مريضة بحساسية الصدر، وأنها تعاني من تليف بالرئة يزيد عن 60%، وقام بعلاجها بالكورتيزون لمدة تزيد عن سنة ونصف، ولما ازدادت حالتها سوءا تم عرضها على طبيب آخر فأوضح أن ما لديها ليس بتليف في الرئة، وإنما هو ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي مع تضخم في القلب، وأنها تحتاج إلى زرع رئة.

وهي الآن تعاني من صعوبة شديدة في التنفس؛ خاصة مع أقل القليل من أي مجهود مع ازرقاق في الأطراف والشفتين.

أنا في حيرة من أمري من حيث التشخيص والعلاج، فهل لكم أن تدلوني؟!

ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح من رسالتك أن وضع الوالدة قد وصل إلى مرحلة متقدمة، وأما من ناحية إن كان عندها تليف أو لا، فإنه في الفحص الطبي يمكن سماع أصوات خاصة في الصدر في التليف الرئوي، وأهم من ذلك هو عمل صورة مقطعية للرئة، فإنه لا يمكن البت في وجود تليف دون الصورة المقطعية للصدر High resolution ct scan of the chest إلا إذا كانت الصورة العادية واضحة جدا، ولم تذكر إن كان قد أجريت لها هذه الصورة أم لا في البداية قبل تشخيص المرض، والبدء بالكورتيزون.

أما عن وجود ارتفاع الشريان الرئوي، فقد يكون دون سببا أو يكون مرافقا لتليف الرئة، فإن معظم الحالات المتقدمة من تليف الرئة تترافق مع ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي، ويكون هذا مترافقا مع ضيق نفس مع أقل جهد، ويكون سببه التليف الرئوي نفسه، بعد أن وصل إلى مراحله المتقدمة.

كما قيل لك، فإن العلاج الأمثل لارتفاع الضغط الرئوي في مثل حالة والدتك هو زرع رئة، وهي تجرى عادة عند من هم أقل من ستين سنة ولم يستجيبوا للعلاج، ونسبة نجاحها في المراكز المتخصصة 60%.

تحتاج الوالدة لأوكسجين مستمر في البيت، فهذا يخفض بعض الشيء الضغط الرئوي، ويساعدها على المشي بعض الشيء.

والله الموفق.